يعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس من أشهر القراء على مستوى العالم؛ لما يتمتع به من صوت وقوة حفظ يميزه عن غيره. فصوته الذي دوى في جنبات المسجد الحرام قبل 30 عاما، والذي ما زال يشنف أسماع المصلين والمعتمرين، بات معلما يذكر الناس بالحرم المكي. ويتمتع الشيخ عبدالرحمن السديس بابتسامته التي يحرص أن يقابل بها كل من يصادفه كما يتمتع بأخلاق جمة، الأمر الذي جعل من العاملين في الرئاسة التفاني في العمل. وأتم حفظ القرآن وهو لم يبلغ الثانية عشرة من عمره في الرياض بسبب عناية والديه واهتمامهما بحلقات التحفيظ بحلقات تحفظ القرآن الكريم، كما أكمل مراحل تعليمه في الرياض، إذ تخرج من المعهد العلمي عام 1399ه بامتياز، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1403ه. تلقى التعليم على عدد من المشايخ، أبرزهم: عبدالعزيز بن باز، الشيخ محمد بن عثيمين، الشيخ عبدالزاق عفيفي، صالح الفوزان، صالح العلي، صالح الأطرم، عبدالله بن جبرين، عبدالعزيز الداود، فهد الحمين، عبدالله الركبان، أحمد سير مباركي، صالح السدلان، ومحمد الصالح.. وغيرهم. عين معيدا في كلية الشريعة بعد تخرجه فيها من قسم أصول الفقه واجتاز المرحلة التمهيدية المنهجية بامتياز، وعمل أثناء دراسته إماما وخطيبا في عدد من مساجد الرياض، أشهرها جامع الشيخ عبدالرزاق عفيفي. ونال إجازة بالسند في حفظ القرآن برواية حفص عن عاصم بطريق الشاطبية، كما نال إجازة في رواية السنة في الكتب الستة. وعين إماما وخطيبا للمسجد الحرام عام 1404ه، مباشرا عمله في شهر شعبان من العام نفسه في صلاة العصر، وكانت وأول خطبة له في رمضان. وفي عام 1408ه، حصل على الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود قسم أصول الفقه عن رسالته: «المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي»، كما انتقل محاضرا بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة، وحصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بتقدير ممتاز، إذ كانت رسالته: «الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي دراسة وتحقيق»، وناقش رسالته الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية آنذاك وأمين رابطة العالم الإسلامي حاليا، والشيخ علي الحكمي عضو هيئة كبار العلماء حاليا. عين الشيخ السديس أستاذا مساعدا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، بجانب عمله في الإمامة والخطابة في المسجد الحرام، إضافة إلى تدريسه بالمسجد الحرام، حيث صدر توجيه كريم بذلك عام 1417ه، إذ كانت دروسه في فنون العقيدة والفقه والتفسير والحديث، مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره، وأشرف أيضا على مناقشة عدد من الرسائل الجامعية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وله الكثير من الرحلات الدعوية في داخل وخارج المملكة شملت دولا عربية وعالمية، كما شارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات وافتتاح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في شتى بقاع العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية في العالم. ويعد عضوا في العديد من اللجان والهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية، ورشحه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي. ويشرف السديس على مجمع إمام الدعوة الدعوي التعاوني بمكةالمكرمة الذي يضم جامع إمام الدعوة ومكتبة إمام الدعوة ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات ومندوبية الدعوة، وله نشاطات دعوية مثل المحاضرات والندوات الداخلية والخارجية، ونال عام 1425 درجة أستاذ مشارك، وبلغت أعداد مؤلفاته أكثر من 20 مؤلفا ما بين كتاب وبحث ورسالة.