تتنوع طرق تعبير المعتمرين عن فرحهم ممن يزورون الحرم للمرة الأولى، إذ يأسرك دموعهم وهم يتجاوزون أبواب الحرم للهفتهم وأملهم لرؤية الكعبة. فالمعتمرة «زينب» لم تتمالك نفسها أثناء مشاهدتها الكعبة لتطلق فرحتها دموعا مكللة بالتهليل والتكبير. أما حمدي علي (معتمر من دولة عربية)، فخر ساجدا ربع ساعة بعد دخوله للمرة الأولى مرة إلى أروقة الحرم، والعديد من صور التعبير للمعتمرين، والتي أكثرها وضوحا تهليلهم وتكبيرهم ودعاؤهم عند مشاهدتهم الكعبة للمرة الأولى. حرصت «عكاظ» أمام هذه المشاهد المتكررة التي يرويها العاملون على أبواب المسجد الحرام على رصد مشاعر المعتمرين أثناء دخولهم المسجد الحرام لأداء العمرة، إذ سألتهم هل هذه المرة الأولى لأدائكم العمرة، فأجاب سيد أحمد (من مصر) بقوله: لا أغيب كثيرا عن العمرة وزيارة الأماكن المقدسة، مبينا أن العام الحالي يؤدي عمرته مع زوجته، مضيفا: «أحن حال رجوعي إلى بلدي إلى الأماكن المقدسة ولا أستطيع التأخر عن رؤيتها، ففي كل مرة أقدم إلى الحرم أظل في صحن المطاف أو الأروقة المقابلة للكعبة لكون النظر إليها يسهم في الخشوع والطمأنينة». من جانبه، قال حمد النور (من السودان): هذه المرة الأولى التي أؤدي العمرة سائلا المولى قبولها، مضيفا: كنت أرى الحرم والكعبة عبر القنوات ولم أشاهدهما أمامي إلا هذه المرة، منوها بالشعورالروحاني الذي انتابه بعد مشاهدته الكعبة للمرة الأولى، إذ استمر ينظر إليها بعد دخوله الحرم ولم يستطع الالتفات إلى غيرها قائلا يجد الناظر لها روحانية فريدة. أما خليل عبدالرحيم (من فلسطين)، فلفت إلى المشاريع المختلفة، إذ في كل مرة يقدم إلى أراضي المملكة يشاهد اختلافا ملحوظا، كاشفا عن معاناته من أزمات نفسية وضيق لم يجد له علاجا إلا في الحرم، إذ في المرات السابقة وبعد عودته إلى بلاده تتحسن صحته جراء مشاهدته المسلمين من كل فج عميق يلجأون إلى الله داخل الحرم، ويرجون ثوابه في شهر رمضان. أما المعتمرة فاطمة غالب فقالت: كم أنا سعيدة برؤية الحرم وأفواج المعتمرين، مضيفة: لا يمكن أن يتحقق مبدأ الخشوع كاملا إلا في هذه البقعة من العام. وزادت: منذ صغري وأنا أحلم بأداء العمرة حتى تمكن اليوم من ذلك، منوهة بضرورة استغلال شهر رمضان في عمل الخير والبعد عن الملهيات. أما خالد سعيد (من اليمن) فقال: ما أجملها من لحظات وأنت تقف بجوار الكعبة تنظر إليها، مضيفا: لا تمل عينك وأنت تشاهد المنظر إذ يزيدك خشوعا، ويحفزك للرجوع إلى الله ودعائه بالتوبة، منوها بأن المرء يشعر أثناء طوافه وسعيه براحة وسعادة خاصة حينما يناجي ربه في هذه الأماكن. ولفت إلى أهمية عدم مضايقة الآخرين بالافتراش في الممرات، مشيدا بجهود رجال الأمن ممن يسهلون أداء المعتمرين بيسر، متمنيا العودة في الأعوام القادمة، إذ كما يقول لا يتحقق الخشوع الكامل على وجه الأرض إلا في هذه البقاع الطاهرة.