الصفا والمروة.. يعد هذان الجبلان إرث تاريخي منذ القرون الأولى وهما رمزان شهيران للشعيرة الإسلامية «السعي». وجاء تسمية الصفا بذلك لأن حجارته من الحجر الأملس الصلب، أما المروة فاسمها يرجع إلى الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار. ويعد الصفا والمروة ذا أهمية في نفوس المسلمين فهما من الآثار العظيمة والذكريات التاريخية التي خلدها الإسلام في كتابه العزيز، وفرض على المسلمين السعي بينهما وفيهما يتحقق معنى شكر النعمة بعد نبع ماء زمزم لهاجر بعد سعيها بينهما سبع مرات. وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هاجر أم إسماعيل لما تركها إبراهيم بموضع في مكة ومعها ابنها إسماعيل ترك لها جرابا من تمر وسقاء فيه ماء، فلما نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى، فوجدت الصفا أقرب جبل يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر فلم تر أحدا فهبطت من الصفا وأتت المروة فقامت عليها فنظرت فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلذلك سعى الناس بينهما إذ سمعت صوتا حتى وجدت ماء زمزم. ويبلغ طول المسعى 394.5 م كما يبلغ طول المسافة التي يقطعها المعتمر والحاج في السعي سبعة أشواط 2761.5 مترا. ومر الصفا والمروة بتوسعات وقد شرف المسلمون بخدمة ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وسهولة فكان المسعى سوقا تجاريا تقوم على جانبية الدكاكين والعمائر، وكان الساعون بين الصفا والمروة يؤدون نسكهم وسط الضجيج والزحام فقام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1344ه بأول عملية ترصيف للمسعى بحجر الصوان حماية للحجاج والمعتمرين من الغبار والأتربة، كما تمت إعادة طلاء وترميم الأبواب المحيطة بالمسعى، إضافة إلى تجديد سقف المسعى حماية لزوار بيت الله من الشمس وحرارتها. وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- شرع في بناء الطابق الأولى والثاني من المسعى، أما في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- فوسعت منطقة الصفا في الطابق الأول، إضافة إلى هدم وإزالة بعض المباني حول منطقة المروة وعلاوة على ذلك، أُضيفت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة، وقد كانت أكبر التوسعات تلك التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأسهمت التسهيلات في مضاعفة أعداد الحجاج وقد نفذت توسعة المسعى بطراز معماري إذ نفذت أعمال البناء في توسعة المسعى في وقت قياسي وبأحدث التقنيات. وتعد توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمسعى المسجد الحرام أكبر توسعة فقد زاد عرض المسعى الكلي إلى الضعف، فبعد أن كان عرضه 20 مترا وصل إلى 40 مترا، وهذا يعني التخفيف من الازدحام.