أكد خبراء ومحللون سياسيون أن حركة حماس سوف تلقى المصير نفسه الذي انتهى إليه حزب الله، في عزلته العربية والدولية، وفي تعليقهم على الموقف الذي ظهرت فيه حماس بشأن محاكمة المعزول محمد مرسي، اعتبروا أن الحركة فاشلة وقد شطرت نفسها إلى نصفين، فهي لم تنجح في السياسة، ولا في الشق العسكري. وقال المحاضر في الجامعة اللبنانية وخبير شؤون الحركات الإسلامية الدكتور محمد المصري ل«عكاظ» إن حركة حماس اعتبرت نفسها من الأساس منظمة عسكرية، وخاضت تحت هذا المسمى معارك عسكرية ضد الفلسطينيين، وجمعت خلال ممارستها للحكم بين السياسة والعسكرة أو المقاومة، الأمر الذي أفسدها وأضعفها، ثم اتجهت نحو التكتل أو الخط الإيراني مع سورية «وبعد انتصار الإخوان المسلمين في مصر حاولت حركة حماس أن تنسحب من الخط الإيراني إلى أن انتهت معه». وأضاف: «حركة حماس بدأت بالأفول سياسيا لأسباب عديدة، يكمن أبرزها في عدم موافقتها على المصالحة الفلسطينية، وبعدها عن الخط العربي، وهشاشة وضعها الداخلي وتقربها من الإخوان المسلمين ودعمها إياهم». وأوضح أن اعتبار حماس جزءا من جماعة الإخوان، ومساعدتها الرئيس المعزول في هروبه من السجن، أدى إلى توجيه أصابع الاتهام له، فضلا عن محاولاتها خلق اضطرابات أمنية في سيناء، وأضاف مؤكدا «كل هذه العوامل تنتهي عند تقلص حركتها عن الساحة العربية، حتى وإن لا زالت حماس في غزة، إلا أنها ضعفت في ممارسة السياسة وتحالفاتها، وتقلبها بين الخط الإيراني تارة والإخواني تارة». وزاد: «إن حركة حماس شطرت نفسها إلى شطرين، شطر سياسي وشطر عسكري مقاوم، فلا نجحت في السياسة ولا نجحت في المقاومة، تماما كما فعل حزب الله، فلا هو يقاوم ضد العدو الإسرائيلي ولا هو يلعب دورا سياسيا بارزا في لبنان، هذا إلى جانب دخوله في المعارك السورية غير المحسوبة، وهذا ما فعلته حماس دخلت في توجهات غير محسوبة وخاطئة ويبدو أنها سوف تلقى المصير نفسه». وفي الاتجاه ذاته، ذهب المحلل الإستراتيجي نوفل ضو إلى أن حركة حماس يجب أن تتعظ من التجارب التي خاضتها أولا ضد الشرعية الفلسطينية والانقلاب الذي نفذته، وكانت نتيجته عزلتها عن العالم العربي، وبعد محاولاتها أن تفك الطوق الذي أحكمته بنفسها على نفسها نتيجة ممارساتها إلا أنها راحت إلى مزيد من الارتباط بالمحور الإيراني. وأضاف أنه بعد أحداث سورية «كان يفترض من حركة حماس أن تعتبر مجددا بالتجربة وتعود إلى حضن الشرعية الفلسطينية والشرعية العربية، لكنها تنتهج ما ينتهجه حزب الله وغيره من الحركات التي تحاول أن تتخلى عن بيئتها الوطنية والعربية، وهي تعتقد أن الحل سوف يكون في أحضان إيران، إلا أن حساباتها خاطئة، فلا حل لهذه المجموعات المعزولة داخل بيئتها الوطنية العربية والدولية إلا بالعودة إلى الحضن الشرعي». وأكد ضو أن هذه الحركات والمجموعات هي مشروع مشكلة داخل بيئتها، فليس مهما أن يتم إدراجها على لوائح العالم وتصنف إرهابية أو غيرها من المسميات والتصنيفات، إنما المهم نظرة المجتمعات لها، وقال «إن حماس في نظر المجتمع العربي الذي منحها فرصة ثانية، يجب أن تتخذ من الفرصة المتاحة لها لتعود إلى البيت العربي».