يحرص المعتمرون يوميا علىس المكوث بعد العصر في ساحات المسجد الحرام حتى طلوع الفجر متأملين هذا المكان. ويبرز في ساحات المسجد الحرام مظاهر الأخوة والتلاحم والمحبة، كالإيثار والتسامح والتعاون وتنشأ الصداقات بين المعتمرين بل وتترسخ إن كانوا من بلد واحد لتستمر حتى بعد عودتهم إلى بلادهم، وبل ويرى بعضهم من فارقه منذ سنين، كما تنتشر ملامح الكرم فيوزعون أثناء جلوسهم المأكولات على غيرهم، الأمر الذي يسهم في رسم علاقات اجتماعية متنوعة حتى تحولت ساحات الحرم المكي إلى أماكن للعلاقات العامة والتعارف بين قاصدي المسجد الحرام. صور تفاعل المعتمرين والأسر أثناء تواجدها حول الحرم المكي كثيرا ما تتنوع، وتظل الساحات الجنوبية للحرم المكي والممتدة ما بين باب «أجياد» إلى باب «العمرة» إضافة إلى ساحات توسعة الملك عبدالله الجديدة أكثر المواقع جذبا لسهولة الدخول للحرم من خلالها وانفتاحها على الأسواق الكبيرة. المعتمر أحمد سيد من مصر، قال وهو يجلس مع عدد من المعتمرين: أصبحنا وهؤلاء أصدقاء كما بتنا نلتقي يوميا، وأضاف، سنزور بعضنا عند عودتنا إلى مصر. أما أحمد السالمي فيقول يظل الحرم المكي فرصة للتزود بالطاعات والاستفادة من دروسه العلمية ومشاهدة العلماء عيانا بعد أن كنا نراهم عبر القنوات العلمية، كما أن الساحات فرصة للجلوس والاستمتاع بالوقت مع زملائي. خالد الرويلي قال سأمكث في مكةالمكرمة هذا العام 20 يوما، مشيرا إلى أنه يؤدي أغلب الصلوات في ساحات الحرم، مبينا أن ساحات الحرم عرفتهم بالعديد من الناس مما أسهمت هذه المعرفة في شفاعة أحدهم لدخول ابنه لأحد المستشفيات. وقال: تستمر بعض هذه العلاقات حتى نهاية العمرة عبر وسائل الاتصال المختلفة. أما أحمد آدام سوداني فكان يتبادل الحديث مع جنسيات مختلفة في ساحات الملك عبدالله الجديدة اقتربنا وسألناهم عن هذا المنظر الإسلامي فقال أحدهم: لا يوصف المنظر لجماله إذ الكل يلهج بالدعاء، والكل في خشوع ورغبة، والمسلمون يجتمعون في هذه الساحات من كل فج عميق، وبين أحد المتحدثين أنه بات يتفق مع زوار على إحدى الصفقات التجارية بعد معرفته بعملهم في ذات المجال.