نشرت قوات الأمن بكثافة في جوبا عاصمة جنوب السودان أمس بينما دعت الإذاعة إلى الهدوء غداة إقالة الرئيس سلفا كير الحكومة في إطار تنافس سياسي مع نائبه ريك مشار، وذلك تمهيدا لأكبر تغيير حكومي يشهده هذا البلد منذ انفصاله عن السودان قبل عامين، وفق ما أعلنه وزير الأعلام والمتحدث باسم الحكومة المنتهية ولايتها برنابا بنجامين. وبين المسؤولون الذين علقت مهماتهم نائب الرئيس ريك مشار، إضافة إلى باغان أموم الأمين العام للحزب الحاكم الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يخوض مفاوضات شاقة مع الخرطوم. ولم يعلن كير عن أي تعيين في الحكومة، ولا يمكن في المرحلة الحالية معرفة ما إذا كان عددا من الوزراء سيعودون إلى مناصبهم في الحكومة الجديدة التي ستضم وجوها جديدة على الأرجح. وشاهد مراسل لفرانس برس العديد من عناصر قوات الأمن ينتشرون في شوارع جوبا التي سادها الهدوء، وأكد الناطق باسم الجيش فيليب أوجيه أن قوات الأمن تغلق عددا من شوارع جوبا ومنتشرة بكثافة أمام المجمع الحكومي في المدينة التي يسودها الهدوء. وقال «إنه عمل روتيني وهم منتشرون لحماية وزاراتنا». وكان سلفا كير طلب في نيسان/ إبريل الحد من سلطات مشار لكنه أرسله في حزيران/ يونيو إلى الخرطوم لإجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير شخصيا. واعتبرت منظمة إيناف بروجيكت غير الحكومية التي تسعى لإحلال السلام في دولتي السودان وجنوب السودان أن «إقالة الحكومة تندرج في إطار النزاع الجاري على أعلى مستوى في الطبقة الحاكمة في جنوب السودان». وأشارت إلى أن «كلا من نائب الرئيس مشار والأمين العام أموم قال علنا إنه ينوي الترشح للانتخابات (الرئاسية) في 2015» في مواجهة سلفا كير. ويثير قرار كير المفاجئ مخاوف من فترة اضطرابات في هذه الدول الفتية التي استقلت عن السودان قبل حوالى عامين وما زالت تحمل آثار الحرب الأهلية الطويلة (1983-2005). وما زال السلاح ينتشر بكثرة والمواجهات الاتنية تتكرر في هذا البلد. وبعد سنتين على إعلان استقلالها في التاسع من تموز/ يوليو 2011، تبقى دولة جنوب السودان واحدة من أفقر بلدان العالم يجب بناء كل شيء فيها.