تعاني قرية ريع مصيدة التابعة لمحافظة العيدابي بمنطقة جازان، تدني مستوى النظافة في القرية بعد تراكم النفايات في أرجاء القرية وبما يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد حياة السكان، وطالب الأهالي أمانة المنطقة وكذلك المسؤولين في بلدية محافظة العيدابي بالوقوف على حقيقة المشكلة التي تؤرق مضاجع سكان أكبر قرى المحافظة عموما. أوضح ل «عكاظ» المواطنون، أنهم تقدموا أكثر من مرة بشكوى إلى الجهات المعنية، بوضع حد للمشكلة دون أن تتدخل البلدية لإيجاد حل جذري ينهي معاناة المواطنين، فمشكلة تكدس النفايات ليست مشكلة مؤقتة أو موسمية بل هي قائمة وعلى مدار السنة وتزداد كثيرا خلال موسم الصيف بسبب كثرة توافد الزوار والسياح إلى القرية لما تحمله من موقع سياحي هام وطبيعة خلابة، وتساءل عدد من السكان عن دور المجلس البلدي في إنقاذ قرية ريع مصيدة من هذا الإهمال الذي أصبح معه الكثير من الأحياء بؤرة للمرض وانتشار القوارض والفئران. وقالوا «من الملاحظ غياب سيارات شركة النظافة عن القرية لشهور عدة وهو ما جعل النفايات تتراكم بالشكل الذي ينذر بكارثة صحية وبيئية على السكان». «عكاظ» زارت القرية والتقت أهالي ريع مصيدة الذين بلغ بهم الاستياء ذروته ووجهوا نداءهم الأخير إلى من يهمه الأمر لإصلاح الخلل وبشكل جذري ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء إهمال هذه القرية المحرومة من الخدمات البلدية منذ عدة أعوام، على حد قولهم، مطالبين بسرعة رفع النفايات ولوجودها بالقرب من إحدى المدارس والتي يتوافد إليها كبار السن من طلبة محو الأمية. وبين الأهالي خلال حديثهم ل«عكاط»، أن سكان قرية ريع مصيدة محرومون منذ ما يقارب خمسة أعوام من رغد العيش، ويحلمون بحياة كريمة كغيرهم من المواطنين من حولهم، وطالبوا الجهات المعنية بإيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي يعاني منها قاطنو القرية التي تفتقد للخدمات الأساسية، محملين تراجع وسوء الخدمات في القرية لبلدية محافظة العيدابي التي وعدت أكثر من مرة بإصلاح المشكلة لكن دون جدوى. وبين يحيى الغزواني، أن النفايات وتراكمها يشكل خطرا جسيما على سكان القرية وزوارها الذين يتوافدون عليها باعتبارها منطقة جبلية والتي تحظى بالطبيعة الساحرة والخلابة وخاصة في موسم الصيف، إلا أن الإهمال وتكدس النفايات بشكل شبه يومي تحول إلى عامل طارد للكثير من السياح الذين يخشون التعرض للأمراض المعدية المنبعثة من النفايات، كما أن أحياء القرية تتحول في كل مرة وللأسف الشديد إلى أكوام كبيرة من النفايات لعدم قيام البلدية بإزالتها والتي قد تستمر لأسابيع. من جهته، أعرب كل من محمد ويحيى الغزواني، عن أسفهم الشديد على واقع قريتهم الذي أفسد بهجة الصيف بسبب تكدس النفايات داخل القرية منذ أكثر من عشرة أيام تقريبا دون إزالتها من قبل عمال النظافة في بلدية المحافظة. وقال كل من علي وجابر غزواني، إن النفايات غطت شوارع القرية في ظل غياب عمال النظافة، مطالبين الجهات الخدمية في البلدية بإيجاد حل لمعاناتهم، فيما قال إن العديد من الزوار والمتنزهين يتوجهون هذه الأيام إلى قرية ريع مصيدة للتنزه وسط أجواء رائعة، غير أن تلك التراكمات والمناظر التي خلفتها شوهت جمالية القرية وخلقت أكثر من علامة استفهام لدى الزوار عن تدني مستوى النظافة بها. «عكاظ» نقلت تساؤلات الأهالي لرئيس المجلس البلدي بمحافظة العيدابي سليمان يحيى العزواني، الذي أوضح أن قرية ريع مصيدة لا تقل أهمية عن قرى مركز بلغازي والعيدابي، وبين أن هناك العديد من المشاريع الخدمية التي ستنفذ في القرية، منها مشروع إنارة وطريق مزدوج يربطها بالداير فضلا عن مشروع عبارات بمبلغ خمسة ملايين ريال تم إرساؤه على مقاول، إضافة إلى مشروع إنشاء منتزهات وحدائق ومطلات وتسوير المقابر. وأوضح العزواني، أن تأخر تنفيذ بعض من المشاريع سببه عدم توفر مساحات أراض كافية وطول الاجراءات، وقال «قمنا بالعديد من الزيارات لريع مصيدة والتقينا ببعض شباب القرية وتم مناقشة أهم الاحتياجات»، مؤكدا أن القرية ستحظى بالعديد من المشاريع التنموية في القريب العاجل. حسومات مستمرة أقر رئيس بلدية العيدابي مستور العلياني، بالقصور والخلل في أداء الشركة المتعهدة بالنظافة، وبين ل «عكاظ» أن الحسومات مستمرة على المتعهد وأنه لا يأخذ سوى الفتات من المستحقات، وقال «جوالي مفتوح للإبلاغ عن اي قصور وخلل»، موضحا بأن البلدية تقوم بتلافي القصور في أسرع وقت ممكن، وبين أن البلدية تعاني من خلل وقصور ونقص في عمال النظافة والآليات وتم الرفع بها للجهات المختصة، مطالبا في الوقت ذاته الإعلام بعدم التركيز على السلبيات وضرورة إبراز الجانب الإيجابي.