يبدو أن فكرة إقامة مونديال قطر 2022 في فصل الشتاء بدأت تتحول إلى مسألة "جدية" بعد أن كانت في بادئ الأمر مجرد اقتراح أو تمنيات، وذلك بعدما أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر الأربعاء الماضي من النمسا أنه سيسعى جاهدا لتحقيق هذا الأمر بعد اختباره حر الشرق الأوسط في فصل الصيف عن كثب. ويأتي موقف بلاتر وسط المخاوف حول سلامة اللاعبين في حال أقيمت نهائيات العرس الكروي العالمي في موعدها التقليدي خلال شهري يونيو ويوليو لأن درجة الحرارة في منطقة الخليج تصل في هذه الفترة بحدود 50 درجة مئوية. وقد اختبر بلاتر "شيئا" من حر منطقة الشرق الأوسط خلال زيارته مؤخرا إلى الأردن والأراضي الفلسطينية لكن درجة الحرارة في هذه المنطقة لا تقارن حتى بالوضع في الخليج، ورغم ذلك بدا رئيس الاتحاد الدولي مصمما تماما على إقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء مع أن هذا الأمر سيتسبب بتغيير مواعيد البطولات الأوروبية إن كان على الصعيد المحلي أو القاري. وأكد بلاتر أنه سيطرح هذه المسألة أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي خلال اجتماعها في أكتوبر المقبل، مضيفا في تصريح لوكالة "سيد" الألمانية الرياضية، التابعة لفرانس برس: "من المؤكد أن اللجنة التنفيذية ستوافقني الرأي. من الواضح أنه ليس بالإمكان اللعب وسط هذه الحرارة في فصل الصيف ويتوجب علينا التفكير باللاعبين". ورغم أن حصول قطر على شرف استضافة مونديال 2022 جاء استنادا إلى ملفها الطموح الذي يتضمن إقامة ملاعب مكيفة بالكامل، فإن فكرة إقامة النهائي في فصل الشتاء بدأت تأخذ منحى جديا تماما وأبرز دليل على ذلك أن بلاتر، وبعد أن اختبر حر الأردن والأراضي الفلسطينية، عدل عن رأيه السابق. وسبق لبلاتر أن اعتبر بأن إقامة المونديال في الشتاء لا يمكن أن يحصل سوى بطلب من الدولة المضيفة، لكن يبدو الآن أكثر حزما في هذا الموضوع استنادا إلى ما أدلى به أيضا على هامش زيارته الشرق أوسطية حيث قال: "لا يمكن إقامة المونديال في قطر خلال الصيف، بل في الشتاء عندما تكون درجات الحرارة منخفضة. ليس في الخريف، أو في بداية السنة أو في بداية فصل الربيع، فقط في نهاية السنة". وأضاف بلاتر: "هناك 17 قاعدة في الاتحاد الدولي وإذا احترمناها يجب أن نلعب في الصيف، لكن إذا طبقنا القاعدة الثامنة عشرة، أي التفكير السليم، فيجب أن تقام النهائيات في الشتاء". وتعتزم قطر إنفاق حوالي 100 مليار دولار على مشاريع البنى التحتية، بينها بناء ملاعب متطورة جدا مكيفة بالكامل، لكن في حال تم التوافق على نقل النهائيات ديسمبر حيث تتراوح درجة الحرارة بين 15 و24 درجة مئوية، فستكون تكلفة الملاعب أقل بكثير. ويبدو أن القطريين أيضا أصبحوا في "أجواء" إقامة العرس العالمي في الشتاء بعدما أشار أمين عام اللجنة المنظمة حسن الذوادي إلى أن الإمارة الخليجية مستعدة لتعديل الموعد، مضيفا "هناك عدد هام من الأصوات في مجتمع كرة القدم يقول بأن فصل الشتاء سيكون مثاليا (لإقامة المونديال في قطر). نحن مستعدون للدخول في هذا النقاش لتقرير ما هي الفترة الأنسب". وواصل "إنها كأس العالم وليست كأس قط. إذا لم نجلس للاستماع إلى ما يريده العالم سنكون غير عادلين بحق كأس العالم. بحسب ما أراه، هناك عدد من الأشخاص الذين تحدثوا عن ضرورة تغيير الموعد. يجب مناقشة هذه المسألة ضمن المجتمع الكروي". ورغم انفتاحه لفكرة إقامة كأس العالم في الشتاء شدد الذوادي على أن باستطاعة قطر استضافة العرس الكروي العالمي في فصل الصيف، مضيفا "عندما ترشحنا لاستضافة كأس العالم كانت نيتنا وما زالت أن تقام البطولة في يونيو. الطقس ليس سيئا جدا في الدوحة خلال شهر يونيو، ليس سيئا إلى هذه الدرجة (التي تدفع المنظمين إلى تعديل الموعد)"، مشيرا إلى أنه دعا الكثير من الأشخاص للقدوم إلى قطر خلال شهر يونيو ولم يكن الوضع سيئا، خلافا للاعتقاد السائد.