في منظر لافت، يحرص زوار المسجد النبوي الشريف من مختلف بقاع العالم التقاط الصور لقباب المسجد النبوي الشريف لتفردها في الطراز المعماري. وتعمل القبب وفق تقنية دقيقة، إذ تتحرك على أربع عجلات من الفولاذ الخالص، المغطى بمعدن ضد الصدأ، ولكل عجلة محرك خاص بها، قوته (2.5) كيلو وات، قادر على تحريك القبة في حالة تعطل العجلات الأخرى. كما تتحرك القبة على سكة فولاذية، مغطاة بالمعدن المضاد للصدأ ويتحكم بتحريكها جهاز حاسوب (كمبيوتر)، إذ يمكن فتح كل قبة وإغلاقها على حدة، كما يمكن فتحها وإغلاقها جميعا في وقت واحد، وقد روعي في تصميمها الذي تم وفق أحدث الطرق الإنشائية، وأفضل أساليب العمارة إمكانية تحريك القبة يدويا، كما لهذه القباب خاصية الانزلاق على مجاري حديدية مثبته فوق السطح، يتم تحريكها عن بعد، بزمن لا يتجاوز نصف دقيقة، أو يدويا بنصف ساعة. وقد بنبت أول قبة في المسجد النبوي الشريف فوق الحجرة النبوية الشريفة في القرن السابع الهجري، بأمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي سنة 678 ه، والمعروفة بالقبة الخضراء، إذ كانت مربعة من الأسفل وذات شكل ثماني من الأعلى، إذ صنعت من الخشب، كما أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة الشريفة، وكسيت بألواح الرصاص؛ منعا لتسرب مياه الأمطار إلى الحجرة الشريفة. وتمثل القباب المتحركة في المسجد النبوي معلما من المعالم والمنجزات الحضارية المتطورة الفريدة، ففي التوسعة الكبرى في عهد الملك فهد يرحمه الله وسعيا لتوفير التهوية والإنارة الطبيعية للمسجد الشريف تم إنشاء 27 قبة متحركة، صنعت في مصانع خاصة، بلغ ارتفاعها عن منسوب السطح 3.55 متر، وقطرها 14.70م، ووزن الواحدة منها 80 طنا، وغطي هيكلها الفولاذي للقبة من الداخل بطبقة من الخشب الخاص، كما كسي بطبقة أخرى من الخشب المزخرف على هيئة أشكال هندسية محفورة باليد، ومرصعة بالأحجار الثمينة، داخل إطارات مذهبة بلغ وزن ورق الذهب فيها 2.50 كجم.