أكد أكاديمي متخصص أهمية الاختبارات المؤهلة لدخول الجامعات التي يجريها المركز الوطني للقياس والتقويم قياس، لافتا إلى وجود علاقة وثيقة بين مستوى التعلم والتحصيل الفعلي للطالب في دراسته ما قبل الجامعية، وبين نتائجه في القدرات والتحصيلي وأدائه في الجامعة. وأوضح الدكتور عمر بن عبدالله السويلم عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن هذه الاختبارات مبنية على دراسات موضوعية لهذه العلاقة من خلال تتبع أداء الطلاب والطالبات بعد التحاقهم بالجامعات، خاصة بعد إلغاء مركزية اختبار الشهادة الثانوية على مستوى المملكة، حيث أدى ذلك إلى وجود فروقات وتفاوت في النتائج بين الثانويات المختلفة ما يجعل الاعتماد عليها بنسبة كبيرة لا يحقق العدالة المطلوبة بين المتقدمين للجامعات. وبين أن الاختبارات المقننة الموحدة كالقدرات والتحصيلي معيارية النتائج وفيها مصداقية وموثوقية لقياس أداء الطالب، وبالتالي تحقيق العدالة في القبول والمواءمة بين قدراته وتحصيله ومجال دراسته المستقبلية. إلى ذلك أكد مجموعة من الطلاب والطالبات المتميزين في الاختبار التحصيلي، ل «عكاظ» أنهم حققوا التميز من خلال المراجعة المستمرة لما تمت دراسته وتعليمه، بالإضافة إلى تقوية جوانب الضعف حين اكتشافها، بالإضافة إلى الاستعداد لاختبارات قياس من خلال موقع التهيئة والتدريب الذي أطلقه المركز مؤخرا، مشيرين إلى أنهم لم يواجهوا أي صعوبة تذكر في أداء الاختبار التحصيلي. وفي هذا الإطار، تؤكد الطالبة دينا حسن أن الثقة بالنفس واستيعاب المقروء من أهم أدوات التفوق والنجاح، وقالت «تميزي في اختبارات قياس يعود إلى عدة أسباب، أولها توفيق ربي، ثم البيئة المشجعة والمحفزة وتنوع القراءة والاطلاع واستيعاب المقروء وعدم الاكتفاء بالمناهج الدراسية». وأشارت دينا إلى أنها دائما تحاول تقوية ما ترى نفسها ضعيفة فيه، وأضافت «على العكس تماما فالمجال الذي أكون فيه قوية أحاول المحافظة عليه، ومراجعته بين فترة وأخرى، وحفظي وقراءتي المستمرة للقرآن الكريم أعطاني مخزونا لغويا كبيرا». وتعليقا على من يقول بأن اختبارات قياس صعبة، قالت «يعود ذلك إلى أن اختبارات قياس تعتمد على المهارات وليس المحفوظ فقط، وهي ليست تعجيزية، ومن أكثر ما أفادني معرفة نوعية الاختبار وماهيته والاستعداد له». التهيئة والتدريب من جهته يرى فيصل العتيبي أن موقع التهيئة والتدريب الذي أطلقة المركز الوطني للقياس والتقويم كان له الأثر البالغ في تهيئته لاختبارات المركز، وقال «هذا الموقع أزاح عن صدري 50 % من المخاوف التي كانت تراودني قبل الاختبار، ولكنني في نهاية الأمر حصلت على درجة مرتفعة في الاختبارين التحصيلي والقدرات العامة». من جهتها أكدت الطالبة ياسمين مهنا، أن أهم أسباب تفوقها بعد توفيق الله، يعود إلى اهتمام الوالدين ومتابعتهم وتشجيعهم، وقالت «كذلك استفدت كثيرا من موقع التهيئة والتدريب الذي أطلقه موقع قياس، وذلك من خلال زيارتي المتكررة لهذا الموقع». وأشارت ياسمين إلى أنها لم تواجه أي صعوبة في اختبارات قياس، وقالت «سمعت كثيرا عن صعوبتها، ولكنني عندما أديت الاختبار الأول تبين لي العكس تماما حيث بالإمكان الحصول على درجات مرتفعة شرط الاستعداد المسبق». الاختبار التحصيلي يذكر أن الاختبار التحصيلي يشمل التخصصات العلمية لخريجي الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق بالكليات الجامعية بما فيها الكليات الصحية، وتركز أسئلة التحصيل الدراسي على المفاهيم العامة في مواد القسم العلمي مثل الأحياء والكيمياء والفيزياء والرياضيات، وتتفاوت الأسئلة من حيث طبيعة تركيزها على المستويات المعرفية، فهناك عدد من الأسئلة يتطلب الإجابة عنها الفهم، وأخرى تتطلب التطبيق وثالثة تتطلب الاستنتاج. وتغطي الأسئلة صفوف المرحلة الثانوية الثلاثة 20 % للصف الأول، 30 % للصف الثاني، 50 % للصف الثالث، وتتوزع بنسب متساوية على مواد الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات. أما اختبار التحصيل الدراسي للتخصصات النظرية طالبات، فيشمل خريجات الثانوية العامة قسمي الأدبي والتحفيظ من الراغبات في الالتحاق بالكليات التي تشترط الاختبار، و?تتركز الأسئلة على المفاهيم العامة في مواد الحديث والثقافة الإسلامية، التوحيد، الفقه، النحو والصرف، البلاغة والنقد، الأدب، التاريخ، الجغرافيا، وتتفاوت الأسئلة في أقسام التحصيل الدراسي من حيث طبيعة تركيزها على المستويات المعرفية، فهناك عدد من الأسئلة يتطلب الفهم، وآخر يتطلب التطبيق، وثالث يتطلب الاستنتاج. تجدر الإشارة إلى أن وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري كان قد دشن في وقت سابق مشروع برنامج التهيئة والتدريب لاختبارات التحصيل الدراسي، بحضور سمو رئيس المركز الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، في مقر المركز بحي النخيل في مدينة الرياض. ويقوم البرنامج بتهيئة وتدريب الطلاب والطالبات على اختبارات المركز من خلال الموقع الإلكتروني بشكل مجاني، وذلك انطلاقا من حرص المركز على خدمة الطلاب والطالبات المتقدمين على الاختبار التحصيلي، وتعزيز التحصيل العلمي والمعرفي لديهم، واستشعارا بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الطلاب والطالبات بتهيئتهم وتدريبهم، وإزالة القلق عنهم، عبر اختبارات تحاكي واقع الاختبار الحقيقي من حيث الأداء والمكونات.