من الأمراض التي تعاني منها المرأة الحامل في الأشهر الأولى من الحمل ما يعرف ب «سكر الحمل»، الذي قد يصيبها بدون أن يكون لديها معرفة بذلك، وهذا المرض هو عبارة عن خلل في تنظيم السكر في الدم أثناء الحمل وهناك نسبة لا تتجاوز 02 في المئة معرضات للإصابة بداء السكر في عمر الثلاثين وهن اللاتي لديهن عامل وراثي، ومن العوامل التي تساعد على تعرضها للإصابة زيادة الوزن قبل الحمل ووجود سكر في البول وإذا سبق وأن أنجبت طفلا ميتا، أو عانت سكري الحمل في أحمال سابقة. عن هذا المرض وعوارضه وكيفية الوقاية منه، التقت «عكاظ» عددا من المختصين، حيث قال بداية الدكتور صلاح فؤاد استشاري باطنية وسكر الذي «هو نوع من أنواع السكري الذي يحدث خلال فترة الحمل، سواء الحامل التي لديها مرض سكري أو ليس لديها، حيث يكون جسمها غير قادر على حرق السكريات في الدم كما يجب، وبالتالي فإن مستوى السكر في الدم يرتفع ليصبح أكثر من 110، ولكن في معظم الأحيان يعود مستوى السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي بعد ولادة الجنين». وأضاف «تكون نسبه المعرضات بداء السكري قليلة لا تتجاوز 20 في المئة، وهن اللاتي لديهن تاريخ وراثي للمرض، ومن الأعراض التي غالبا ما تدل على الإصابة من أهمها العطش وزيادة التبول وفقدان الوزن رغم زيادة الشهية، والإرهاق، والغثيان، والاستفراغ المتكرر، وصداع، وخمول وكسل، وأيضا عدم وضوح في الرؤية». تشخيص المرض وعن تشخيص المرض قال إن الاكتشاف المبكر للمرض أفضل لسلامة الحامل وجنينها، ويجب على كل حامل أن تعمل عند معرفتها بحملها تحليل السكر التراكمي لمعرفة إذا كانت مصابة أم لا، وعند إجراء التحليل وظهر لديها أنها مصابة بالسكري فعليها الفحص مرة أخرى للتأكد، ومن ثم متابعة مستوى السكر كل أسبوعين، وأيضا المتابعة اليومية في البيت بشراء جهاز قياس مستوى السكر، وذلك لأن انخفاض السكر عن 50 خطر على الجنين وقد يودي إلى وفاته وأيضا على صحتها. وأضاف أن هناك خطأ شائعا لدى النساء الحوامل عند معرفتهن بإصابتهن بالسكري، وهو متابعة الحالة لدى دكتورة نساء وولادة، وهذا ما يودي بالبعض منهن إلى استعمال الأقراص والتي تؤدي إلى تشوه الجنين، لأنه لا يسمح للمرأة الحامل بعلاج السكري إلا من خلال حقن الأنسولين أو الحمية الغذائية. وعن العلاج قال في البداية نقوم بإعطاء المريضة حمية غذائية تتبعها مع قياس مستوى السكر في الدم، وإذا كان مستواه غير طبيعي نقوم بإعطائها حقن الأنسولين حتى يرجع السكر إلى مستواه الطبيعي. الحمية والأنسولين وعن الحمية الغذائية في رمضان قال الدكتور صلاح إن المرأة الحامل المصابة بسكر الحمل تحتاج في شهر رمضان إلى علاج يعتمد على حمية غذائية تتضمن الابتعاد الكلي عن السكريات والنشويات والمشروبات الغازية، وكذلك الابتعاد عن أكل الدسم الذي يحتوي على توابل كثيرة، وهو ما يسبب عسر الهضم والغازات. وأضاف أن عليها أن تحاول تقسيم الوجبات وعدم التركيز على وجبتي الفطور والسحور فقط، بل التخفيف في هاتين الوجبتين قدر المستطاع وإضافة وجبة ثالثة خفيفة بينهما، كما يجب الإكثار من شرب السوائل وذلك لتعرض الحامل لفترة جفاف طيلة النهار ما يقلل السوائل في الدم ومن ثم يؤدي إلى تركيز بعض المواد التي لا يستفيد منها الجسم. وتابع قائلا إن على الحامل أيضا التأكد من أن حركة الجنين لم تتغير أثناء فترة الصوم، حيث إن الجنين سريع التأثر بانخفاض السكر في الدم، فهو يحتاج إلى السكر للطاقة خصوصا أن غذاء المخ الرئيسي هو الكربوهيدرات. وأضاف أن هناك علاجا آخر الذي يعتمد على حقن الأنسولين في حالات معينة، ما يعني أن على المرأة الحامل أن تفطر لأن الصوم يؤثر عليها وعلى جنينها. الهيموغلبين السكري من جانبها قالت الدكتورة مروى أبو الخير (نساء وولادة) إن ما تقوم به عادة هو توجيه النصح للسيدات اللواتي يرغبن بالحمل، بحضهن على إجراء اختبار تحديد السكر 50 غراما، وهو أدق تحليل للسكر، والذي يتم من خلال إعطاء المرأة محلول سكر، يحتوي على 50 غراما من الجلوكوز لتشربه وبعد ساعة يتم أخذ عينة دم من الوريد، ويتم قياس مستوى السكر في الدم. وأضافت «كما أرشد المرأة الحامل بعمل اختبار target glycosyleat hemoglobin)) الهيموغلبين السكري والذي لابد أن يكون 6 في المئة، حيث يسبب ارتفاعه إلى تشوه للجنين، وعند معرفتي بإصابة إحدى مريضاتي بسكر الحمل أحولها لطبيب معالج متخصص بالسكر». وعن أضرار سكر الحمل على الجنين قالت إنه يؤدي إلى تشوهات أكثر من الحمل العادي وزيادة وزن الطفل إلى أكثر من 4 كيلو وأيضا في حالات نادرة يؤدي إلى موت الطفل في بطن أمه عند الشهر الثامن أو التاسع. وأضافت «يجب عمل أشعة للبعد الثلاثي والرباعي للتأكد من صحة الجنين وعدم تعرضه للتشوهات»، مشيرة إلى أن أغلب الحالات تتم ولادتها عن طريق عملية قيصرية وذلك بسبب كبر حجم الجنين، وعند الولادة نضعه في الحضانة لمدة يوم كامل لاحتمال تعرضه لانخفاض حاد في نسبة السكر في الدم الأمر الذي يؤدي إلى ضيق في التنفس. الإكثار من البروتينات هناك اعتقاد خاطئ لدى مريضة السكر بأن زيادة النشويات مفيدة لها وهذا أمر خاطئ بل عليها الإكثار من البروتينات بنسبة لا تقل عن 20 في المئة، وأيضا الألبان والأجبان، وأكل الفواكه والخضروات باعتدال، وأن تكون نسبة الدهون في الطعام لاتتجاوز 10 في المئة ولابد من الإكثار من السوائل لأنها تلعب دورا مهما في المحافظة على توازن صحة الأم والجنين خلال فترة الحمل.