أكد المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الدكتور أحمد البرعي أن الرئيس محمد مرسي أصبح خارج سياق التاريخ ولم يعد قادرا على قراءة الحقائق والمشاهد في الميادين والحشود المليونية التي رفضت حكم الإخوان المسلمين. وقال البرعي في حوار أجرته معه «عكاظ» إن جبهة الإنقاذ تجاوبت بشكل سريع مع بيان الجيش المصري الذي انحاز للشعب، موضحا أن الجبهة فوضت الدكتور محمد البرادعي للتفاوض والترتيب مع القوات المسلحة فيما يتعلق بالمشهد السياسي وتحديد أولويات المرحلة القادمة وفق متطلبات الشعب. واعتبر أن بيان الجيش عبر عن الثوابت الوطنية الراسخة وجسد دعمه للإرادة الشعبية. ورفض البرعي الاحتكام للعنف، مؤكدا أن مطالب الجبهة أصبحت مطالب الشعب. وفيما يلي نص الحوار : بداية كيف تقرؤون المشهد بعد بيان رئاسة الجمهورية الرافض لمطالب الجيش المصري ؟ في الواقع نحن لم نستغرب بيان الرئاسة التصعيدي المتوتر والمتشنج وهم كعادتهم لا يقابلون المبادرات بحسن النية والقبول، والشيء المقلق لنا هو أن بيان الرئاسة المصرية كان بعيدا كل البعد عن الواقع السياسي، وهم للأسف لم يقرؤوا الوضع في الشارع السياسي والحشود المليونية الرافضة لسياسة الإخوان، والغريب أن هذا البيان يتحدث عن الحياة الديمقراطية وهم أبعد عن ذلك تماما. ونحن نؤمن أن مرسي أصبح خارج سياق التاريخ. إذن ما هي السيناريوهات المتوقعة مع انتهاء مهلة الجيش اليوم ؟ نحن مستمرون في دعوات الحشود للاعتصام السلمي في الميادين. ما هو موقفكم من بيان الجيش المصري ؟ في الواقع نحن تجاوبنا مع بيان الجيش وتم اتخاذ موقف بعد 4 ساعات من صدوره حيث عقدت جبهة الإنقاذ اجتماعا طارئا لاتخاذ موقف إزاء بيان القوات المسلحة الخاص بإعطاء مهلة 48 ساعة، لتلبية مطالب الشعب، وشددنا على حرص جبهة الإنقاذ على البعد عن المزاحمة السياسية وعدم الرغبة في الحكم، كما أكدت الجبة أن مهلة ال 48 ساعة ضرورة للتوافق على مطالب الشعب، كما أنها ضرورة أيضا خروج الرئيس مرسي. كما تم خلال الاجتماع أن يتولى الدكتور محمد البرادعي التفاوض والترتيب مع القوات المسلحة فيما يتعلق بالمشهد السياسي وتحديد أولويات المرحلة القادمة وفق متطلبات الشعب ونشكر القوات المسلحة على البيان الذي أصدرته للوقوف لجانب الشعب. ونحن نرى بيان الجيش عبر عن كل المعاني والمضامين والثوابت الوطنية الراسخة حيث جسد البيان أن الجيش لن يتخلى عن حماية الشعب. إذا ما هي مطالبكم الآن ؟ في الواقع المطالب أصبحت شعبية ولا نستطيع أن نتخذ القرار لأنه أصبح بيد الشعب الذي رفض سياسة الإخوان وعلى الرئاسة قبول رأي الشعب والتي تتمثل في ضرورة خروج الدكتور محمد مرسي والتخلي عن الحكم وإسقاط جماعة الإخوان، وأعتقد أن رحيل مرسي أصبح حقيقة واقعة ونطالب إجراء انتخابات مبكرة وإدارة المرحلة الانتقالية بخريطة للمستقبل نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة. وكما قلت إن الشعب صاحب القرار الأخير للخروج مما نحن فيه الآن دعما واستمرارا لثورة 25 يناير. ولكن قيادي من الإخوان قال إن الإخوان سيدافعون عن الشرعية ولو كان على رقابهم ما هو ردكم .. هل ستواجهون الإخوان في الميدان ؟ نحن لا ندعو لإراقة الدماء الشعب المصري والشعب مسالم ولن نستخدم العنف لأن مظاهراتنا سلمية وإذا كانوا برغبتهم في الدفاع عن الشرعية فهذه الشرعية انتهت ولم يعد لها وجود لأن الشعب قال كلمته والإخوان سيرضخون للأمر الواقع في النهاية لأنه ليس أمامهم خيارات وهناك معلومات عن هروب أحد قيادات الإخوان للخارج. هناك من يقول إن بيان الجيش كان مائلا نحو ميدان التحرير .. ما هو ردكم ؟ هذا غير صحيح تاريخيا الجيش كان مع الشعب وأكبر دليل أنه إبان رئاسة مبارك كان هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ولكن المجلس العسكري انحاز للشعب والجيش مع الإرادة الشعبية ونحن مستعدون للجلوس على طاولة المباحثات مع أي طرف ولكن نرفض الإقصاء ولن نستطيع التنازل عن مطالبنا التي أصبحت مطالب شعبية. إذن مصر إلى أين تتجه ؟ مصر تتجه إن شاء الله نحو إرادة الشعب الذي قال كلمته في ثورة يناير ويقول الآن كلمته في الثورة ضد حكم الإخوان الذين فشلوا في إدارة مصر وتسببوا في إراقة الدماء وإحداث شلل اقتصادي واجتماعي بسبب سياساتهم الخاطئة وهم الآن يدفعون ثمن أخطائهم الفادحة.