استبشر أهالي محافظة الخرمة خيرا حينما تحقق حلمهم في أن يكون لديهم فرع لجامعة الطائف بمحافظتهم، لكن الواقع الحالي لفرع الخرمة لا يعكس نمو وتطور وازدهار المحافظة من كافة نواحيها إذ إن التخصصات المتوفرة فيه لا تواكب طموحات وآمال الطلاب والطالبات وأهاليهم، مما يجبرهم على طريقين أحلاهما مر، إما أن ينتقلوا وأسرهم إلى المدن الكبرى من أجل البحث عن تخصصات كالطب والهندسة، أو الاكتفاء بما هو موجود من تخصصات والتي في واقع الأمر لا تسهم في دعم سوق العمل. «عكاظ» استطلعت آراء العديد من الطلاب والطالبات والمواطنين والمتحدث الإعلامي لجامعة الطائف للوقوف على مختلف أبعاد هذه القضية.. وفي البداية تحدث خالد ناصر الشريف قائلا: «محافظة الخرمة تعتبر مركز نمو إقليمي إضافة إلى دورها الحيوي في المساهمة في بناء الدولة من خلال أبنائها الذين لهم دور فعال في المجتمع، سواء منهم من هو داخل المحافظة ومنهم من هو خارجها، فمن واجب جامعة الطائف أن توفر تخصصات كالهندسة والطب في فرع الجامعة بالخرمة من أجل حل مشكلة ذهاب الأهالي إلى المدن الكبرى من أجل تلك التخصصات، الأمر الذي ينعكس سلبا على الأسرة من ناحية الاستقرار». نايف مشرع السبيعي يقول: «إن موقع الخرمة يتوسط عددا من المحافظات والمراكز والقرى والهجر مما يسهل على عمادة الجامعة استحداث عدد من التخصصات العلمية والتي في مقدمتها الهندسة والطب، وإيجاد آليات تخدم الطالب والطالبة وهو بالقرب من مقر فرع الجامعة بالخرمة تفاديا للحوادث من خلال السفر إلى مقر الجامعة بالحوية، حيث يبعد فرع الخرمة عن مقر الجامعة بالحوية أكثر من 500 كيلومتر ذهابا وإيابا». ويشير محمد سعد السبيعي إلى أن هناك أكثر من ست دوائر حكومية تقع في محافظة الخرمة ويراجعها سكان جميع المحافظات والمراكز والقرى المجاورة، الأمر الذي يتحتم معه فتح تخصصات وكليات بفرع الجامعة مثل كلية الصيدلة وكلية العلوم الطبية التطبيقية، لأن عدد سكان المحافظة في ازدياد، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة التي تدرس بفرع الجامعة وتجبرها قلة التخصصات على الاختيار المكره لعدد من التخصصات، والتي اكتفى منها سوق العمل. وطالب عمادة الجامعة بسرعة فتح تخصصات علمية كالطب والهندسة والحاسب الآلي كونها متماشية مع سوق العمل. كما يقول الطالبان ناصر السبيعي، وسلطان الشريف إن تخصصات فرع جامعة الطائف بالخرمة المتاحة حاليا أصابتهما بإحباط، كون معدلاتهما مرتفعة ومع ذلك اضطرا إلى دراسة تخصصات لا تواكب طموحاتهما. وقالت الطالبات البندري فهد السبيعي، ومنيرة مشاري العتيبي إنهما تخرجتا من الثانوية العامة بقسمها العلمي وفوجئتا بندرة التخصصات التي لا تمثل طموحاتهما، حيث تفكران الآن في التقديم على الابتعاث لمرحلة البكالوريس في تخصصات أفضل مما هو موجود في فرع جامعة الطائف بالخرمة. من جانبه أوضح الدكتور عبدالرحمن الطلحي المتحدث الإعلامي لجامعة الطائف أن هناك آلية لاستحداث كليات بمختلف التخصصات بفروع جامعة الطائف، تعتمد على زيادة أعداد الطلاب والطالبات، بالإضافة إلى كثرة الإقبال من قبلهم على تلك التخصصات وفقا للنسب المعتمدة في كل تخصص.