لم يعد العمل صعبا على المرأة التي تريد أن تبني مستقبلها وفقا لقدراتها، ففي محافظة عنيزة أسست جمعية عنيزة النسائية الخيرية «قطرة» مشاريع صغيرة لبعض الأسر الراغبة بالعمل من خلال استئجار الساحة الشمالية من سوق المسوكف التاريخي في عنيزة، والذي يعتبر أحد المزارات المهمة في فعاليات المحافظة، وقررت الجمعية أن يكون مقرا مستداما لهذه المشاريع الصغيرة التي تنمي في السيدة التوكل على الله والاعتماد على نفسها في تأمين احتياجاتها و العمل بيدها. وفي السوق يبرز للزوار قسم المطعم الذي تديره النساء بنسبة 100 في المئة، «عكاظ» التقت العاملات وتحدثن سريعا وسط ضغط العمل عن تجربتهن، وفي البداية، تقول «أم محمد» التي تعمل في مشروعها (الشوي): أن الجمعية أسست لي المشروع بأحدث الآلات والأجهزة التي نقدم من خلالها شواء صحي لذيذ وتم تدريبنا على يد أمهر الطهاة. أما صاحبة مشروع الطبخ الشعبي، فقالت: إنني كنت أطبخ من منزلي وليس لي مقر وقد شجعتني الجمعية على تطوير مشروعي من خلال مقر مستدام وأدوات وأجهزة حديثة وكأنني أعمل في مطعم فاخر ولله الحمد والإقبال علي كبير. «أم ثامر» صاحبة مطعم برجر تقول: حصلت على أحدث الأجهزة والآلات والمقر المريح المستدام والتدريب الجيد الذي جعلني أقدم ألذ وأطعم برجر بأنواعه والستيك والبطاطس وساندويتشات الكودو، مضيفة: دخلي جيد ولله الحمد. أما «أم سلوم» وتعمل على ماكينة حديثة تقدم من خلالها القهوة الإيطالية والكابتشينو والشوكولاتة الساخنة، تقول: نشكر الله عز وجل على هذا المقر المستدام، كما نشكر جمعية قطرة على ما قدمته لنا. «أم الهليل» وهي صاحبة محل البهارات، تتقن عملها وتقدم أجود أنواع البهارات بجميع أنواعها، وتقول «أم علي الجمعية» جزاهم الله خيرا وفروا لي جميع الأجهزة الحديثة لعمل المشروبات الباردة، أشعر بالفخر لأنني أعمل بيدي وأحسن دخلي من جهدي. وتضم الساحة محل المصورة، ومحل للحفر على الترامس والقدور، ومحل الخياطة، ومحل الألعاب المفيدة التي يفرغ فيها الأطفال طاقاتهم الحركية، ومحل تغليف التمور والهدايا، وفحم قطرة «صديق البيئة». الجدير بالذكر، أن جميع المحال كتبت أسمائها بأسماء تراثية بهدف الحفاظ على هذه الأسماء من الاندثار ونقلها للأجيال القادمة. كما أن جمعية قطرة تشرف وتتابع هذه المشاريع الصغيرة للتأكد من عدم تعثرها ومساندتهم في نجاحها وما زالت قطرة مستمرة في التدريب والتأهيل على حرف ومهن لتصل بالمحتاج إلى العيش بكرامة من جهدة وتعبه وبيديه.