لم يخل تعليق أحد رجال الأمن على سؤال وجه له، من الإقرار بوجود مخالفات مرورية ومهنية يرتكبها بعض رجال المرور خلال تأديتهم عملهم، مرجعا ذلك لعدة أسباب، منها حداثة التحاقهم بالعمل العسكري، وإلى ما نسميه في اللهجة الدارجة «الطفة» التي تصاحب عددا منهم أثناء التحاقه في وظيفته، وتمكنه من تأمين مصدر الدخل له. «الطفة» وهي ما يمكن أن تفهم بالمفهوم الشعبي الدارج، على أنها «تصرف سلوكي قد يكون غير مقبول، يأتي من رغبة الشخص في التمتع بما يملك، بعد حرمان معين عاناه تجاهه» كانت استهلال المكاشفة والصراحة التي قابل بها عدد من ضباط الجهات الأمنية بمنطقة القصيم جمهورهم المحاور لهم من الشباب مساء أول أمس. وقد اجتمع في مقهى الحوار الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان بريدة وناسة 34 رجال الأمن والفكر مع مجموعة من الشباب في جلسة حواريه بعنوان «الشباب ودورهم الأمني» والتي تخللها العديد من المكاشفات الهادفة والتي أثرت الحضور الذين تفاعلوا بشكل إيجابي وهادف. وكان مدير الجلسة أحمد السعيد مشرف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالقصيم، بدأ بسؤال وجهه لرئيس الرقباء محمد الحميدة، حول ما قد يلحظ على بعض رجال المرور من مخالفات يقومون بها، مع أن المسؤولية تتضاعف عليهم بوصفهم من يجب عليهم تطبيق النظام أولا، وهو ما دعا الحميدة لأن يقر بوجود بعض المخالفات المرورية على نسبة قليلة جدا من منتسبي مرور المنطقة، وهو الأمر الذي دعا العقيد فهد الهبدان الناطق الإعلامي لشرطة القصيم لأن يحاول إكمال رسم الصورة بوجهها الآخر، الذي يصب في تبيان مساعي مرور المنطقة إلى مكافحة ومحاربة مثل تلك التجاوزات، من خلال حملات ونقاط التفتيش التي تباغت منتسبي المرور، وغيرهم، من أجل تطبيق النظام على المخالف منهم أيا كان. وفي بداية الحوار، أشار العقيد الهبدان إلى ضرورة نشر الوعي والثقافة المرورية والأمنية للحد من الحوادث وتوعية الشباب لأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة، والالتزام بقواعد المرور واحترام الطريق وسالكيه، مثمنا الجهود الملموسة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لحفظ الأمن والمحافظة على سالكي الطرقات من خلال إدارة المرور والدوريات الأمنية للمحافظة على سلامة وأمن المواطن في هذه البلاد. ومن جهته، بين النقيب أحمد بن سليمان المرشود أحد منسوبي إدارة مرور منطقة القصيم أن على المرور دور وهو توعية المجتمع بالمحافظة والالتزام بقواعد المرور، والحذر من مخاطر القيادة، وتوعية الشباب بخطورة الاستعراض والتلاعب بالأرواح والممتلكات كالتفحيط والتجاوزات المرورية. وقد تحدث الرائد خالد بن ثواب المطيري أحد منسوبي الدوريات الأمنية بالقصيم أن حفظ الأمن والمحافظة على الممتلكات مسؤولية الجميع، وللمواطن دور فاعل في ذلك بإبلاغه عن أي تجاوزات في المجتمع، لافتا إلى أنه لا يخلو مجتمع من ارتكاب جرائم وتجاوزات وسرقات وغيرها، مشيرا إلى أن الاهتمام بالمواطن وحفظ الأمن مسؤولية الجميع. وأشار العقيد سعيد بن محمد العتيبي رئيس قسم التوجيه والإرشاد بمديرية سجون منطقه القصيم بأن السجون لها دور فاعل ومهم في حفظ الأمن والمحافظ عليه باحتوائها لمرتكبي الجريمة ومن تجاوزوا قوانين وتشريعات هذه البلاد، لافتا إلى أنه يقدم للمساجين برامج ثقافية وتوعوية وتوجيهية دائمة من قبل مختصين في مجالات متعددة، مبينا أنهم يحظون برعاية واهتمام من خلال إقامة المحاضرات والندوات الهادفة. كما تناول الدكتور يوسف بن أحمد الرميح أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم والمستشار في إمارة منطقة القصيم، خطر الإرهاب والجريمة على مجتمعنا وأنها من الموبقات التي تزعزع أمننا واستقرارنا، داعيا الجميع إلى المحافظة على الأمن والسعي للعيش بأمن وأمان تحت قيادات الدولة الحكيمة، مشيرا إلى أن المحافظة على تعاليم الدين وثوابته وتطبيقها ترسم لنا المحبة والمودة بلا عنف أو جريمة أو إرهاب.. وشارك عدد من الإعلاميين والشباب من خلال مقهى الحوار بأسئلتهم وحواراتهم الهادفة التي أثرت الحوار ورسمت العديد من الملامح والمكاشفات بين المسؤول والشاب.