رغم الوعود المتكررة والمواعيد التي يحددها المسؤولون لتشغيل المستشفى العام في محافظة العيدابي، إلا أنها تظل حبرا على ورق، ويستمر مسلسل الإهمال الصحي في المناطق الجبلية الذي يضع المواطن أمام خيارين إما تكبد مشاق السفر إلى أقرب مستشفى أو التوجه للطب الشعبي. وتمر الشهور واحدا تلو الآخر، وما زالت معاناة الأهالي والمرضى مستمرة، فيما تشهد بعض المناطق تطورا صحيا كبيرا يلائم طموحات المواطنين. وكان أهالي محافظة العيدابي استبشروا خيرا بقرار البدء في إنشاء مستشفى عام في محافظتهم بسعة 50 سريرا يقدم لهم الخدمات الصحية بالمستوى المأمول، وتضاعفت سعادتهم وكبر حجم تفاؤلهم بانتهاء المقاول من إنشائه وتسليمه للشؤون الصحية، إلا أن ما حدث بعد ذلك أجهز على الآمال وقضى على الطموحات، ليعودوا إلى البحث عن المستشفيات البعيدة بالركض على الطرقات وقطع المسافات الطويلة، ومكابدة أشواط من العذاب بالمواعيد البعيدة وتكرار الزيارات. ويناشد أهالي المحافظة الجهات المسؤولة تشغيل المستشفى، وعدم التباطؤ في ذلك لأن هذا المشروع يمثل لهم الأمل الكبير لإنهاء معاناتهم مع المرض، ويقضي على مشاكل السفر خاصة لمن يعانون من الأمراض المزمنة كداء السكري أو الذين يحتاجون إلى غسيل كلوي بشكل يومي، خاصة أن العيدابي تعاني من نقص العديد من الخدمات الصحية كحال القري والهجر المجاورة. ويؤكد المواطنون أن المستشفى تم تجهيزه قبل أكثر من 3 أعوام حيث بلغت تكلفته 35 مليون ريال، ورغم ذلك لم يستفد المواطن من وجوده حتى هذه اللحظة، فكل التجهيزات والأموال التي ضخت في المستشفى لم تلق آذانا صاغية من الجهات المعنية للقيام بتشغيله، خاصة أن المقاول سلمه للشؤون الصحية التي اكتفت بتعيين موظفين إداريين فقط بدون وجود أي كادر طبي، بالإضافة إلى غياب أي أدوات أو أجهزة طبية. ورغم مخاطبة الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية بجازان محمد بن علي الصميلي للإدلاء برأي إدارته حول تأخر تشغيل المستشفى لم يتم الرد حتى إعداد هذا الخبر.