تمر مصر بمرحلة سياسية حرجة مع بلوغ التوتر أقصاه بين الرئيس محمد مرسي ومؤيديه والمعارضة المتمثلة بجبهة الإنقاذ والتي تطالب باستقالته وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حيث سيكون الثلاثون من الشهر الحالي موعدا مفصليا في تاريخ الصراع السياسي الراهن، إذ دعت المعارضة إلى التظاهر لإسقاط الرئيس وهي المرة الأولى التي تصل فيها إلى هذا المستوى علنا، وبالمقابل دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى الاستنفار دفاعا عن الرئيس وشرعيته الدستورية. ومن المؤكد أن هذه الأجواء التصادمية تدعو إلى الخشية من حدوث تفاعلات على الأرض قد يؤدي لحدوث حالة عدم استقرار في مصر ويعمل على توتير الأجواء في المجتمع المصري وهذا قد يفضي إلى احتراب (لا قدر الله) وهو الذي نجت منه مصر أول مرة في ثورة يناير عندما تعامل الجيش بحنكة وجنب مصر الاحتراب الداخلي. ففي هذه اللحظة الخطيرة، على المصريين بكافة اتجاهاتهم الاستماع إلى صوت العقل، والحكمة والمنطق والعقلانية والعمل على إرساء استقرار مصر وتعزيز أمنها وتعزيز السلم الأهلي وإنهاء أجواء التصعيد والجلوس على طاولة الحوار لحل القضايا الخلافية. وعلى الجيش المصري أداء مهامه للحفاظ على سيادة ووحدة مصر وأمنها، وباعتبارها دولة هامة في المنظومة العربية والإسلامية فإن كل الدول المحبة لها ترغب أن يعيش المصريون في أمن وأمان واستقرار بعيدا عن التصادمات.