مع انطلاقة الإجازة الصيفية، يتدفق الآلاف نحو المدن الترفيهية والمنتجعات السياحية والأسواق والمولات لقضاء أجمل الأوقات هربا من حرارة الصيف والفراغ والرتابة، ولكن في ظل تخصيص غالبية المرافق الترفيهية للعائلات ومنع الدخول إليها، يشكو الشباب من عدم وجود أماكن مناسبة يتجهون إليها وهي المشكلة التي تتجدد في كل عام دون إيجاد حلول جذرية لها. ممنوعة على الشباب في الرياض يقام مهرجان التسوق والترفية ويختص بالمرأة والطفل، وتقيم أمانة الرياض فعاليات مقدمة للعوائل ويحرم من دخولها الشباب دون محرم. يقول الشاب إبراهيم الحازمي «للأسف، كشباب يبدو أننا منبوذون، إجازة طويلة تمتد لثلاثة أشهر ولا نجد فعالية واحدة يمكن أن نذهب إليها، فكل مهرجانات الصيف موزعة بين النساء والأطفال والعوائل. هناك العديد من الفعاليات التي يمكن أن تقدم لنا ولكن لا يمكن تفعيلها، وسباقات الخيل (فعاليات حلقة الريم) وغيرها أوقفت ولا نعلم الأسباب، وأصبحنا ندفع دفعا للسفر إلى الدول المجاورة التي تتنوع فيها الفعاليات ويجد الشباب فيها متنفسا كبيرا». ويضيف الشاب محمد تراثي إلى ذلك «حتى الأندية الرياضية التي يفترض أن تقدم برامجها للشباب ينتهي نشاطها بنهاية الموسم الرياضي، ولا يوجد مهرجانات تسوق خاصة بنا كشباب مثل فعاليات العوائل». ويقول سلمان عبدالله «أنا لا أريد أن أسافر إلى الخارج ولا مهرجانات، كل ما أريده أن تفعل الجهات دور المراكز الصيفية وتنوع برامجها التي تنمي فينا روح المنافسة والقيادة». وبسؤال رئيس اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية فيصل المطلق عما إذا كانت الغرفة التجارية تنوي تنظيم فعاليات السيارات المعدلة للشباب أو أي فعالية تخصهم، رد قائلا: «ليس هناك نية لذلك، ولكن إذا كانت هناك جهة تتحمل مسؤولية هذه الفعالية من الناحية الأمنية والشخصية فليس لدى الغرفة التجارية أي مانع لدعم مثل هذه الفعاليات». القيمة المضافة في حياة الشاب ومن جانبه، شدد الدكتور صالح النصار المستشار في وزارة الاقتصاد والتخطيط للإدارة الوطنية الاستراتيجية للشباب، على ضرورة تهيئة مؤسسات المجتمع البيئة المناسبة للشباب، وتحفيز كل شاب لإيجاد «القيمة المضافة في حياته»، وتعني القيم الفردية التي تنبع من داخل الإنسان، وتعكس ميوله واهتماماته، خاصة الفن والأدب بوصفهما عنصرين أساسين في خلق هذه القيم وتدعيمها والاستفادة من طاقات الشباب وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم، لافتا إلى أن نسبة الشباب في الشريحة العمرية بين 15 24 تمثل 21% من إجمالي سكان المملكة وأن هذا النمو يفوق المعدل العالمي. وذكر أن ميزة المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات العربية والعالمية هو ارتفاع نسبة الشباب، وبحسب إحصاءات الشباب السعوديين في الإسقاطات السكانية لعام 2010م فقد بلغت نسبة الفئة الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما يمثلون 80% من إجمالي السكان، الأمر الذي يحتم على المجتمع والجهات المعنية الاستفادة من هذه الثروة الوطنية والهبة الديموغرافية، واصفا الشباب بالقوة الكونية الجديدة التي تعيد تشكيل العالم، وإزاء الوضع المتعاظم لمشكلات الشباب، شدد على ضرورة بذل الجهود وإيجاد سياسيات وبرامج فعالة لمساعدتهم في تخطي المراحل الانتقالية في حياتهم، لافتا إلى أن المملكة لاتزال تفقد كل يوم قرابة 16 شخصا نتيجة لحوادث المرور (في مكان الحادث)، وهذه الأرقام لا تشمل الذين يتوفون بعد الحادث في المستشفيات وتقدر نسبتهم (45%) من مجموع الوفيات، 90% منهم من الشباب، مؤكدا أن أكبر مشكلة تواجه الشباب هي الفراغ وعدم القدرة على استثماره بشكل صحيح، مشددا على ضرورة مشاركة الشباب في مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى. تأجير الملاعب بنظام الساعة وفي جازان، عبر عدد من الشباب عن استيائهم من عدم وجود أماكن مهيأة بشكل جيد لقضاء أوقات فراغهم في فترة الإجازة الصيفية لمزاولة الألعاب الرياضية مثل كرة القدم أو السلة وغيرها من الهوايات. وإذا كان بعض المستثمرين قد قاموا بتجهيز ملاعب رياضية وتأجيرها بنظام الساعة للشباب، إلا أن معظمهم لا يملكون المال الكافي لاستئجارها بشكل متواصل، ولذلك برزت الحاجة لوجود داعمين لهم من أصحاب الشركات والمؤسسات الوطنية في القطاع الخاص، في حين بدا دور أمانة جازان مفقودا في توفير مثل هذه الملاعب. إلى ذلك، قال كل من أحمد مهدي، فيصل حمدي، محمد قادري، محمد طبيقي، مراد العتيبي ولؤي باقديم وجميعهم من محبي الرياضة بكل أنواعها من سباحة وألعاب قوى وسلة وطائرة وقدم، إنهم لا يجدون أمامهم في جازان سوى أراض ترابية يكون اللعب فيها خطرا ما قد يعرض الشباب للإصابة، فيما يلجأون أثناء ذلك وبجهود ذاتية لتنظيف بعض المخططات من أحجارها المتناثرة حتى توفر لهم البلدية المكان المناسب لممارسة رياضاتهم المفضلة، فيما يظل هناك العديد من المتطلبات والمشاريع التي ترغب وتحلم بها فتيات المنطقة ويطمحن لإنجازها، وقد تبلورت أهم مطالبهن في إقامة نواد رياضية وثقافية. مريم محمد، طالبت بتوظيف جميع الخريجين الذين مضى على تخرجهم سنتان فأكثر. وقالت أفنان بابعير «نرغب في إقامة ناد نسائي متكامل بالمنطقة». ومن جانبها، أشارت نسيم عداوي إلى ضرورة الاهتمام بالمنتجعات السياحية والأماكن الترفيهية وإيجاد أماكن خاصة بالنساء. وأكدت كل من غدير عبيري ومنال كريري حاجة فتيات المنطقة لأماكن سياحة وفروسية خاصة بهن حتى تكون متنفسا للبنات. وتتطلع كل من فاطمة علاقي وهناء عبده لإقامة دورات توعوية وثقافية لأن الجيل الحالي أكثر حاجة للتوعية. ومن جهته، أوضح المتحدث باسم أمانة جازان طارق الرفاعي أنه تم تنفيد ثلاثة ملاعب بالواجهة البحرية الشمالية إضافة لإنشاء ملعب بالكورنيش الأوسط ويجري حاليا إعداد دراسة لإنشاء عدد من الملاعب بمخططي 5 و6 بجازان ضمن ميزانية العام. حدائق ومتنزهات عنيزة وفي محافظة عنيزة طالب الشباب بتخصيص حدائق ومتنزهات،حيث أشار إبراهيم الفهيد إلى أنهم يلجأون للاستراحات التي يستأجرونها بصفة خاصة للبعد عن الاحتكاك بالعائلات أو المواقع الخاصة بها، فيما يشير الشاب أحمد محمد الفرحان إلى أن الشباب لديهم الرغبة الجادة للاستفادة من الساحات التي بدأت البلدية في تحويلها إلى مسطحات خضراء داخل الأحياء لكن هذه المسطحات أصبح وجودهم فيها مزعجا للسكان فأصبحت لا تصلح للشباب. أما الشاب منصور فيشير إلى أهمية وجود الأمكنة الخاصة بالشباب في الحدائق والمتنزهات حتى لا تكون هناك مشكلات تجعل المجتمع يشكك في كثير من الأمور. إلى ذلك، أوضحت بلدية عنيزة على لسان فهد الدويس مدير إدارة خدمة المجتمع أن البلدية تبذل قصارى جهودها لنشر الحدائق والمتنزهات لعموم المواطنين والمقيمين ولديها مشروعان كبيران أحدهما حديقة الملك عبدالعزيز ومتنزه الملك عبدالله بتكلفة 14 مليون ريال، جار العمل فيهما وسيكون في منتزه الملك عبدالله أمكنة مخصصة للشباب، لافتا إلى أن هناك ملاعب للشباب عند منطقة الحاجب السياحية متعددة الأغراض مخصصة للشباب، وملاعب أخرى داخل الأحياء مثل الأشرفية وحي الملك خالد تم اختيارها بعيدا عن الزحام لتكون في خدمة الشباب، إضافة للمسطحات الخضراء في منطقة الحاجب المخصصة للشباب والتي تجد إقبالا كبيرا منهم في ليالي الصيف. 6 أندية موسمية في تبوك وفي تبوك عادت معاناة الشباب مجددا من عدم توفر برامج ومهرجانات ملائمة لهم خلال عطلة الصيف، حيث تصدرت عبارة «للعائلات فقط» أغلب المجمعات الترفيهية. ورغم الأجواء الخلابة التي تحظى بها تبوك، إلا أن برامج الشباب مازالت دون المأمول، فأغلب الشباب يلجأون إلى الكازينوهات، وآخرون تجدهم في الشوارع، فيما يفضل البعض الآخر المكوث في منازلهم. ويؤكد كل من الشاب أيمن البلوي، سلمان الحويطي، محمد العتيبي وعلي العنزي أن الشباب في تبوك مظلومون لعدم وجود أماكن مخصصة لهم للتمتع فيها وممارسة هواياتهم والاستمتاع بالإجازة الصيفية بعد عناء عام دراسي حافل بالجد والاجتهاد، فيما أبدى عدد من أولياء الأمور تذمرهم من عدم تخصيص برامج لأبنائهم. من جهته، أكد مدير إدارة نشاط الطلاب عبدالله بن صالح الحارثي أنه تم تخصيص 6 أندية موسمية هذا العام تستهدف فئة الشباب بواقع 5 ساعات يوميا، وتستمر حتى ال15 من شهر رمضان المبارك، في تقديم البرامج الرياضية،الثقافية، الاجتماعية، العلمية والترفيهية وغيرها من البرامج الدينية.