تهجس عضو مجلس الإدارة ونائب المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو راس بهموم البيئة وكيفية الحفاظ عليها وتعمل مع المهتمين بالشأن البيئي وفق استراتيجية علمية مؤسسة باعتبار أن هناك ارتباطا وثيقا بين البيئة والحراك التنموي. وتؤكد الدكتورة أبو راس والتي سبق أن تم اختيارها كأول عالمة سعودية في وكالة ناسا الأمريكية ضمن فريقها العلمي لتنفيذ مشاريع علمية وبحثية، أن العالم مقدم على كارثة حقيقة لا تجدي بحلها الشعارات بل لا بد للخطط التنموية أن تنهض خالية من التلوث وكل تبعاته. وفي سؤال عن رؤيتها للمشاريع الخاصة بمكافحة التلوث قالت: هناك العديد من المشاريع الخاصة بالحفاظ على البيئة وأتمنى أن تحقق كراستي لمشروع التوعية التي أهديتها إلى أمانة جدة وجميع أمانات المملكة والتي حظيت بالدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وأتمنى أن أراها على أرض المملكة وأن تنفذ في جميع أرجاء الوطن. وعن بداية اهتمامها بالمكون البيئي والمحافظة عليه قالت: كنت منذ صغري مبادرة في أن أكون شخصية قيادية وعندما التحقت بالجامعة كان والدي يرغب بدخولي كلية الطب فالتحقت بها تحقيقا لرغبته، ولكن لم يكن لدي ميول لدراسة الطب وفي السنة الثانية قررت التغيير لأنني لم أجد نفسي وقلت له سأكون يوما ما دكتورة وأحقق أمنيتك ولكن بما أرغبه وكانت حينها رؤيتي إيجابية إذ عزمت أن أكمل بعد البكالوريوس وشهادة الماجستير وتحقق لي ذلك ولكن عندما قررت أن أكمل الدكتوراه واجهتني مشكلة عدم توفر ذلك داخل المملكة ولم يكن الابتعاث حينها متاحا، فاستغلالا لكسب الوقت قمت بتنمية العلاقات الاجتماعية والجمعيات العامة والعديد من العضويات حبا مني للمشاركة والمبادرة في قضايانا الاجتماعية والتنموية، وعندما فتح باب الابتعاث الخارجي كانت حينها النقلة النوعية في حياتي، وكان تخصصي في الكائنات الدقيقة وقررت أن أحضر درجة الدكتوراه في تخصص التقنية الحيوية لمعالجة الملوثات البيئية في جامعة سري البريطانية، وحالفني الحظ وكان المشرف على الدكتوراه العالم المشهور جم لينش الملقب بأبو الفسيولوجي في العالم، ومن ثم وفقني الله بمعلمي الثاني فرانس ديليج الذي صقل دراستي وكان له فضل علمي كبير علي فكان يجبرني على تقديم بحثي بنفسي ويحفزني بالثقة، وقال عني الطالبة التي تفوقت على أستاذها. ولا أنسى أيضا مشرفي ومعلمي الثالث البروفيسور الدكتور صالح القرني الذي تعلمت منه الكثير. وفيما يتعلق بمبدأها في الحياة وكيف أثر ذلك على الجانب البيئي في مشوارها العملي والحياتي قالت: مبدئي دائما يعتمد على أن الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى ومن هنا بدأت أفكر في كيفية خدمة بيئتي في وطني ومن هنا انطلق حلمي لماذا لا يكون هناك جمعية تحمي بيئتنا وتهتم بها. وفي سؤال عن جمعية البيئة السعودية قالت: قراءاتي تعددت في التعمق في البيئة فحين كنت أدرس الدكتوراه وأعمل على إنشاء جمعية تعنى بالبيئة، شد انتباهي طائر ميت فأخذتني الحيرة في كيفية موته فصرت ابحث عن أي مكان يستطيع أن يفيدني عن هذه الحالة وهنا اكتشفت الخطأ الأكبر أنني لم أجد أي مكان ألجأ إليه وتزامنا مع ذلك جاء تأسيس صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، فقدمت استراتيجية له فأعجب بها، وقال إنها مطابقة جدا لما يؤسسون له ورحب بدخولي إلى اللجنة النسائية وكان داعما جدا لي ومنحني الثقة وهذا ما ساعدني جدا في انطلاقتي لخدمة البيئة والتنمية المستدامة. وحول أهمية اختيارها ضمن فريق أحد مراكز وكالة ناسا في أمريكا كأول عالمة سعودية قالت: ربما يكون ندرة تخصصي كان له دور في ذلك كما أنني حاصلة على لقب عضو شرف متابع في المنظمة الدولية الفدرالية في نيويورك حيث قدمت محاضرة تحكي دور المجتمع المدني والجمعيات، ومن ثم ليتم التصويت لي أن أكون عضوا متابعا ليتم بعدها ترشيحي لجائزة قاعة النساء المتميزات والمشاهير في العلوم حيث منحت هذه الجائزة من ضمن 12عالمة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من وزارة الخارجية الأمريكية وتم تكريمي في القنصلية الأمريكيةبجدة كشخصية 2013 في مجال العلوم والبيئة، والآن أنا مرشحة لجائزة التميز للشخصيات الأكثر تأثيرا على مستوى العالم للعام الجاري 2013 م. وفيما إذا كانت ما زالت تعمل على تحويل برنامج بيئتي الذي تبناه الأمير تركي بن ناصر إلى مركز وطني للتوعية قالت: من خلال عملي منذ سنوات فقد أدهشني كم لدينا من طاقة شبابية منتجة لأبحاث كثيرة ومشاريع عدة ولكن وجدت وللأمانة أن الضعف يكمن في آلية التنفيذ وهذا يعيق نمو وازدهار الحراك التنموي. وحول ماذا تعني لها الألقاب التي حصلت عليها قالت: بفضل من الله لم أكن يوما أعمل لهدف الألقاب وإنما أردت أن أسخر عملي على خدمة وإحداث التغير على صعيد التعامل مع البيئة في الداخل والخارج فلذا كان هدفي أن أعمل على صقل العقول بالتوعية وتطوير السلوك البيئي الإيجابي في المجتمع فذلك بحد ذاته يعتبر نقله نوعية لي في الحياة وفي المشاركة ببناء الاستراتيجيات هذا البلد، وذلك من خلال لقائي بالمجتمع بآليات عمل مختلفة أكون حينها شخصية اجتماعية في ريادة التطوير والجانب البحثي وإن اختياري كعالمة جاء ضمن معايير محددة وضعتها وكالة ناسا الدولية. وعن رؤيتها لما وصلت إليه المرأة السعودية قالت: اعتبر حقا أن المرأة السعودية اليوم تمر بعصرها الذهبي، إذ أن القيادة حفظها الله فتحت أبواب التعليم والابتعاث وشجعت المرأة على تقديم منجزات باهرة، وكما أن المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز دخلت مجلس الشورى، ومنحت الحق في دخول المجالس البلدية وشكلت بذلك منظومة إبداعية تقودها إلى التميز والإبهار فهي اليوم شريكة الرجل وتؤزر عضده وتقدم معطيات في المجالات العلمية والإبداعية وتساهم بصورة فاعلة في الحراك التنموي.