انتقد عدد من أهالي محافظة المخواة في منطقة الباحة، تردي الخدمات الصحية الناتج عن النقص الحاد في الكوادر البشرية الجيدة والأجهزة الطبية، أبرزها عدم توفر جهاز الرنين المغناطيسي الذي يجب توفره في أي مرفق صحي لأهميته في اكتشاف الكثير من الأمراض التي يصعب رصدها بالأشعة العادية، وبينوا أن سكان المحافظة يتعدى ال70 ألف نسمة وعدم توفر هذا الجهار يجبر الكثير من المرضى وجلهم من كبار السن على قطع مسافة 800 كم ذهابا وإيابا نحو محافظة جدة أو حجز المواعيد للكشف في مستشفى الملك فهد الذي قد يطول ويصل أحيانا لأشهر. أوضح ل«عكاظ» المواطن محمد أحمد العمري، أنه أصيب في ركبته وتطلب الأمر تشخيص الإصابة بجهاز الرنين المغناطيسي، إلا أنه فوجئ بعدم توفر هذا الجهاز الحساس بمستشفى المخواة العام. وأضاف: «توجهت إلى محافظة جدة لإجراء الأشعة هناك على نفقتي الخاصة، لخشيتي من عدم توفر هذا الجهاز في كافة مستشفيات منطقة الباحة». ويتساءل العمري، عن جدوى وجود المرافق الصحية إذا كانت لا تلبي حاجة المواطنين الصحية، حيث يضطر الأهالي البسطاء إلى قطع مسافة 400 كم للظفر بأشعة. وقال «البعض قد لا يستطيع السفر إلى جدة أو تجشم عناء الذهاب للباحة وسط أجواء قد تكون غير مواتية أحيانا وخاصة في فصل الشتاء القارس». من جانبه، أكد المواطن عبدالرحيم محمد، صعوبة الوضع أكثر على المرضى من كبار السن وقال: كانت والدتي المسنة في حاجة لإجراء الفحص بالرنين المغناطيسي، وعندما علمنا بعدم توفر هذا الجهاز بالمخواة كان علينا الاتجاه نحو مستشفى الملك فهد بالباحة، حيث يوجد جهاز يخدم سكان منطقة الباحة برمتها». وبين كل من سعيد عبدالله الزهراني وعلي خلف، أن عدم وجود الجهاز يضطر مستشفى المخواة العام لتحويل الحالات إلى الباحة، حيث تكون المواعيد طويلة، فيما نقل صالح الغامدي معاناة الشباب، مؤكدا أن الملاعب الترابية في المحافظة تتسبب في زيادة أعداد المصابين بإصابات رياضية مختلفة بعضها يحتاج تشخيص الإصابة بجهاز الرنين المغناطيسي، ولعدم وجوده يضطر لإجرائه في المستشفيات الخاصة خارج المنطقة وعلى نفقتهم الخاصة، متحملين مشقة السفر ومعاناة وآلام الإصابة. ويلتقط عبدالرحمن معيض الزهراني، طرف الحديث بالقول: يبحث الإنسان دوما عن المكان الذي يوفر له متطلباته المختلفة والصحة هي رأس المال لأي إنسان، لذلك لا نستغرب من الهروب الجماعي نحو المدن الكبيرة وبالرغم من التكدس الذي تعانيه المدينة إلا أنها تمثل وجهة للناس كونها توفر لهم العلاج المناسب والعمل المناسب. وأضاف «ما الذي يجبرني على العيش في مكان لا يوفر لي متطلباتي، وأعتقد أن شريحة الشباب تتأثر كثيراً بهذا الواقع وغياب مختلف المتطلبات يخلق لديهم قناعة ورغبة في الانتقال للمدن الكبرى حتى ينعموا بسبل الراحة». وزاد" تبلغ المعاناة ذروتها عندما يكون المصاب من ذوي الدخل المحدود حيث تتضاعف المعاناة". وأشار كل من خالد الغامدي وبخيت عبدالله، إلى أن الكثير ممن هم في حاجة لهذه النوعية من الأشعة يحجمون عن إجرائها بعد أن تخف آلامهم قليلا تجنبا للنفقات والمواعيد الطويلة. وطالب كل من حسن آل جعري وعطية شرمان وجمعان دعاق، بتوفير جهاز واحد لخدمة أكثر من 400 ألف نسمة يمثلون سكان منطقة الباحة، حيث يقطع كل من يرغب في الفحص المغناطيسي نحو 200 كم ذهابا وإيابا للحصول على هذه الخدمة، وهناك من ينتظر لأكثر من ستة أشهر للحصول عليها على حد قولهم. بدورهم طالب كل من عبدالله عطية، ماجد أحمد وسعدالله علي، وزارة الصحة بتوفير هذه الأجهزة ومثيلاتها للمواطن، وتعزيز دور المستشفيات الطرفية ودعمها بالأجهزة اللازمة والكوادر الطبية المدربة حتى تقدمها خدماتها بالشكل المطلوب. «عكاظ» نقلت الشكوى إلى الشؤون الصحية بمنطقة الباحة ممثلة في الناطق الإعلامي بصحة الباحة أحمد معيض الزهراني، الذي أقر بالعجز في أجهزة الرنين المغناطيسي، وقال «نتلمس حاجة المنطقة لجهاز الرنين المغناطيسي، ويؤمن من قبل الوزارة للمستشفيات التي تزيد سعتها على 200 سرير»، ويضيف «يوجد حاليا جهاز واحد فقط في مستشفى الملك فهد بالباحة يخدم جميع مرضى المنطقة». وطمأن الزهراني المواطنين بدعم مستشفى الملك فهد بجهاز آخر خلال الأشهر القريبة المقبلة وذلك وفق الخطة المستقبلية، فضلا عن افتتاح قسم الأشعة في مستشفى بلجرشي الجديد ومن ضمن تجهيزاته جهاز الرنين المغناطيسي ومثله مستشفى المخواة العام الجديد.