بدأت قوات النظام السوري عملية أطلقت عليها «عاصفة الشمال» في حلب تهدف إلى استرجاع ريف محافظة حلب من سيطرة قوات المعارضة وبدأت العملية في الساعة الخامسة عصرا من مساء أمس وتحركت الوحدات العسكرية باتجاه حريتان وكفر حمرة والأتارب حيث يتجمع مقاتلو «الجيش السوري الحر» كما بدأت في الساعة العاشرة ليلا عملية عسكرية باتجاه عندان ومحاولة استرجاع طريقين حيويين يشكلان شريانا استراتيجيا للدعم اللوجستي لمقاتلي المعارضة المسلحة. وبموازاة ذلك أكدت مصادر عسكرية توافد قطعات الجيش للدخول إلى قريتي نبل والزهراء من ناحية الجنوب. وفي اتجاه آخر تتواصل الاشتباكات في عفرين بين قوات الدفاع الكردي وعناصر المعارضة المسلحة. إلى ذلك، تعهد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس بإجراء تصويت في البرلمان قبل قيام حكومة بلاده بإرسال أي أسلحة لقوات المعارضة السورية، في أعقاب رفع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي الحظر الذي يفرضه على الأسلحة إلى سورية. من جهة أخرى، تبدأ بعد غد الأربعاء اجتماعات الائتلاف الوطني السوري بالقاهرة لاختيار الرئيس الجديد للائتلاف والأمين العام ورؤساء اللجان النوعية بالائتلاف بعد أن أعلن معاذ الخطيب الرئيس الحالي استقالته وانتهاء مدة الأمين العام واللجان النوعية. حيث يتنافس على رئاسة الائتلاف جورج صبرا رئيس الائتلاف الحالي بالإنابة ورئيس المجلس الوطني السوري، ولؤي صافي من القيادات التي لها تاريخ طويل في النضال ضد الأسد، وبرهان غليون الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري، وبعض القيادات الأخرى المتوقع أن تطرح نفسها خلال الاجتماع. على صعيد آخر حذر مؤسس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد من خطورة الوضع على الأرض وسير العمليات العسكرية والقتال بين الحر وقوات النظام، مشيرا إلى أن قوات الأسد بدأت تتحرك لاستعادة بعض المناطق المحررة في حمص وريف حلب وريف دمشق. وأقر الأسعد في تصريح ل«عكاظ» أن الثورة باتت في خطر في ظل اختلاف رؤية قوى المعارضة، داعيا هيئة أركان الحر بقيادة اللواء سليم إدريس وبقية الفصائل إلى العمل بشكل مشترك لمواجهة تمدد قوات النظام. وحول إعادة تشكيل الجيش الحر قبل يومين، أفاد أن هذه الخطوة جاءت في ظل تراجع سيطرة الجيش الحر وتقدم النظام، لذا كان لا بد من إعادة بناء الجيش الحر وتدعيمه ب11 عميد، وقال: يكفي تشرذم القوى العسكرية في الثورة. وأضاف أن الثورة بحاجة أكثر من أي وقت آخر إلى الدعمين الإقليمي والدولي، خصوصا أن النظام مازال يعتمد على حلفائه في إيران وروسيا وحزب الله، بينما تراجع الدعم الدولي لقوى المعارضة وخصوصا الجيش الحر. وانتقد انضمام المدنيين إلى هيئة الأركان في الجيش الحر، لافتا إلى أن وجود 11 قياديا في هيئة الأركان على حساب الضباط العسكريين لا يخدم الثورة والعمل العسكري.