هواية التفحيط، سلوك مشين ومرفوض من قبل المجتمع، ويعتبر من الرياضات الخطرة وتفريغا سلبيا لطاقة زائدة لدى الشباب، ومخاطره حقيقية في القيادة، وتهور غير محمود العواقب يتعدى خطره ممارسه إلى الجمهور وسكان الأحياء الذين يعانون الإزعاج، وذهب ضحاياه الكثير من الأبرياء. نواف الشمري، فهد الرشيدي، وإسماعيل الصالح يقولون ل«عكاظ»: إذا أردت أن تتعرف على شخص ما، فما عليك إلا أن تظهر مهارتك في التفحيط أمامه. ويتفقون جميعا على أن الشاب يمارس التفحيط لزيادة سمعته عند الشباب وإعلامهم بأنه ذو مهارة عالية في القيادة ومحترف خارق للعادة، وبتلك الطريقة يصاب المفحط بحالة من الهوس بالشهرة، فتجد الشباب يتسابقون للتعرف عليه، وهذا ما يجعله يدمن على التفحيط ولا يقلع عنه. ومن جهتهم، يصر عبدالله الحمود، سامي الحربي، ونواف الجهني على أن التفحيط هواية جميلة بالنسبة للشباب. وزادوا: نحن كشباب نعتبره من الهوايات التي نتمنى أن تكون لها أماكن مخصصة في مجتمعنا الذي يزخر بالشباب الذين يحبون هذه الموهبة، ولكنهم محرومون منها لعدم وجود أماكن مخصصة لهذه الهواية، وكل ما نراه من الحوادث المأساوية لا يعود إلى التفحيط بذاته، ولكن لعدم وجود ناد رياضي لتسهل ممارسة هذه الهواية باستخدام شروط السلامة وتحت إشراف الجهات المختصة. أحد المفحطين بمنطقة حائل (امتنع عن ذكر اسمه) يؤكد أن أسماء الشهرة أو الأسماء المستعارة التي يطلقها المفحطون على أنفسهم أو تطلق عليهم تتحول إلى أسماء دائمة يحققون من خلالها الشهرة، مضيفا: لنا جماهير يتابعوننا حتى من خارج مدينة حائل، ويأتون لمشاهدة عروضنا إلى جانب تلقيهم دعوات الحضور عبر ال«بلاك بيري» ليتم إخبارهم بمواعيد التفحيط وأماكنها. وطالب الشاب طلال النايف الجهات المسؤولة بتخصيص ساحات معينة لممارسة هواية التفحيط بها، دون وقوع أي مخاطر، بحيث تتوفر بها شروط السلامة لتكون متنفسا لأصحاب هذه الهواية التي يتابعها الكثير من الشباب المراهقين. فيما ناشد كل من خالد المحمدي، سلمان الشمري، وعيد العنزي، القائمين على رالي حائل ألا يغفلوا هذه الرياضة التي اشتهرت بشكل كبير، وأن تكون تحت مظلة الاتحاد السعودي لرياضة السيارات. وأضافوا أن رياضة التفحيط في حائل تأخذ نطاقا واسعا، مؤكدين على أن التفحيط هواية تستقطب الشباب، وأهميتها في بث روح الشباب الحية, ويخالفهم الرأي صالح الجهني الذي ذهب إلى أن هواية التفحيط تعدت حدودها إلى تعلق الشباب خارج مقاعد المركبات وعمل الحركات البهلوانية والمركبة تسير على إطارين، وأثناء سير المركبة بشكل سريع على الطرقات العامة، مضيفا أن إنشاء أندية ومواقع مخصصة لممارسة هذه الهوايات واستعراض الشباب لهواياتهم بعيدا عن أماكن الخطر في الطرقات العامة والأحياء والمنتزهات المملوءة بالزوار مهم جدا، بحيث تتوفر في هذه الأندية أقسام لكافة الهوايات التي يمارسها الشباب. ومن جهته، أكد الناطق الاعلامي بشرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي أن مدير شرطة منطقة حائل اللواء يحيى بن ساعد البلادي وجه أبناءه الشباب بالابتعاد عن أماكن التفحيط وعدم ارتياد هذه المواقع لما لها من خطر على حياتهم، وقد تسبب لهم خسائر مادية وأسرية، مضيفا: شدد مدير الشرطة على إيضاح العقوبة الرادعة لمن يقوم بذلك. وأكد مدير مرور منطقة حائل العقيد بدر الضاوي العتيبي أنه تمت مخاطبة إمارة منطقة حائل حول طلب تطبيق العقوبات المشددة بمصادرة سيارات ستة أشخاص مفحطين في منطقة حائل تكرر منهم التفحيط ثلاث مرات، مضيفا أن العقوبات تتحدد بحسب عدد المرات، فالمرة الأولى تحجز المركبة 15 يوما مع الغرامة المالية ألف ريال مع ايقاف الشخص 10 أيام، المرة الثانية تحجز المركبة مدة شهر كامل وغرامة مالية 1500 ريال وإيقاف الشخص 20 يوما، والمرة الثالثة غرامة مالية 2000 ريال مع حجز المركبة ويتم الرفع إلى الحاكم الاداري لطلب مصادرة المركبة أو تغريمة بدفع قيمة المثل مع طلب تشديد العقوبة عليه. وكشف العقيد الضاوي أن إدارة مرور حائل حققت نجاحا ملموسا منذ بداية العام الحالي إلى شهر شعبان في التصدي لظاهرة التفحيط، بالتنسيق المسبق مع عدد من المتعاونين والمخبرين من المواطنين والمقيمين والحريصين على القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، أسفرت عن رصد 395 مفحطا، تتم متابعتهم من قبل شعبة السير بمرور منطقة حائل، وتمت إحالتهم لهيئة الجزاءات التي أحالتهم بدورها للجهات المختصة لتطبيق الأنظمة بحقهم. وأكد الضاوي أنه يتم متابعة الفارين من إلقاء القبض عليهم أثناء التفحيط من قبل البحث والتحري بشعبة السير تمهيدا لمحاسبتهم نظاميا. وشدد مدير مرور منطقة حائل على أن دور الأسرة مهم في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع، وما تخلفه من عواقب وخيمة مؤكدا ضرورة متابعة أرباب الأسر لأبنائهم وتوعيتهم من خطر الانسياق وراء تلك الآفة الخطيرة ممارسة أو تجمهرا.