اختطفت الروسيات الأضواء في ميادين الكرة الصفراء، حيث يشكل وجودهن بهذا الكم ظاهرة تستحق التأمل، إذ لا تواكب طبيعة الحياة الروسية البسيطة انجراف الفتيات نحو عالم الكرة الصفراء التي تصنف على أنها من بين رياضات الأثرياء والنخبة، وعلا كعبهن كثيرا في هذه الرياضة القوية وخطفن بكل ثقة مشعل القيادة في البطولات الكبرى. وبحسب تقارير إعلامية تحتل روسيا مكانة مرموقة في تنس السيدات، فمن بين أفضل 100 لاعبة في العالم تستأثر روسيا بالنصيب الأوفر لوجود 15 لاعبة روسية، بينهن 8 لاعبات يشكلن رقما مهما في التصنيف العالمي للبطولة. ورغم حديث رئيس اتحاد التنس الروسي شامل تاربيشيف أكثر من المرة أن لا علاقة للمال بهذه الظاهرة لكن حسابات الأرقام وبالنظر إلى الظروف المعيشية لهم يتضح أن المال كان الدافع الأهم في هذا التحول، بما فيهم ماريا شاربوفا التي غادرت بلادها بسبب ظروف قاسية قبل أن تحقق ثروة كبيرة من وراء هذه الرياضة المهمة. وبينما قفز اسم روسيا عاليا بواسطة المضارب الناعمة وحقق منتخب سيدات روسيا نتائج مرموقة لكن الرجال لا يظهرون على المشهد بتاتا إذ أن حضورهم لا يذكر. وتحظى لعبة التنس بدعم خاص في روسيا وتشهد تطورا في الوقت الحاضر، وينظم اتحاد اللعبة المحلي 1057 مسابقة في العام الواحد في 127 مدينة روسية. وشكل حضورهن في بطولة فرنسا المفتوحة حضورا لافتا في هذه الأيام، إذ حققت ثلاث روسيات اللقب من بينهن انستازيا ميسكينا في 2004، فيما فازت سفتلانا كوزنتسوفا باللقب في 2009، وتحمل ماريا شاربوفا اللقب حيث حققت نسخة 2012، وسبق أن فازت شارابوفا بتسعة ألقاب في بطولات رابطة اللاعبات المحترفات وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الرقم واحد على مستوى العالم، وأصبح ترتيب ماريا شارابوفا في قائمة أفضل 10 لاعبات. وفي هذه النسخة، شاركت في الأدوار الرئيسية مجموعة منهن وبلغ ربع النهائي كل من سفتلانا كوزنتسوفا وماريا شاربوفا وماريا كيريلينكو، وواصلن الأداء بنجاح تام. وتعد ماريا كيريلينكو إحدى لاعبات المنتخب الروسي، وقدمت أداء لافتا في عدة بطولات كبرى لاسيما في بطولات الجراند سلام، إذ حققت على مستوى (فردي) تقدما في بطولة أستراليا المفتوحة وبلغت الدور الرابع (2008)، وفي بطولة رولان جاروس بلغت الدور الثالث (2006) والرابع 2013، فيما خرجت في ويمبلدون من الدور الثاني (2005)، وفي بطولة أمريكا المفتوحة ظلت تصل للدور الثالث في الأعوام الأخيرة. وتوارى نجم عدد منهن بسبب إغراءات الشهرة والمال منهن النجمة السابقة أنا كورنيكوفا التي تعيش حاليا في الولاياتالمتحدة وأثارت جدلا كبيرا بسلوكياتها التي دفعت عدد من زميلاتها لمقاطعتها. إضافة إلى إيلينا ديمينتيفا التي اعتزلت سابقا، إذ تعد من أشهر لاعبات التنس الروسيات، واعتزلت اللعبة في عام 2010 بعد مسيرة حافلة بالمشاركات والبطولات، حصدت 16 لقبا في بطولات الدبيليو تي إيه وميدالية ذهبية في أولمبياد بكين 2008 وكان مجموع الجوائز 15 مليون دولار. وأيضا اللاعبة آنا تشاكفيتادزي الغائبة عن منافسات الجراند سلام منذ عدة سنوات وكان أكبر إنجازاتها في هذه البطولات هو الوصول للدور قبل النهائي في بطولة أمريكا المفتوحة عام 2007، إضافة إلى ماريا كيرلينكو التي نافست على أعلى المستويات وحصدت ثمانية ألقاب في البطولات المختلفة فضلا عن عدة مشاركات في بطولات الجراند سلام.