أكد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان سعد النماسي ل«عكاظ» أنه غير مسؤول تماما عن أوجه القصور الموجودة في تعثر بعض المشاريع التي لم تنجز بوقتها المحدد وعدم الاعتناء بالمساجد أو انعدام الصيانة الدورية لها وعن سوء الخدمات التي قدمت لبيوت الله بالمنطقة وأن مسؤوليته تبدأ منذ أن تولى إدارة الفرع. كما تطرق مدير الفرع النماسي إلى عدد من المواضيع من خلال الحوار التالي: هل وزارة الشؤون الإسلامية عاجزة أن توفر مالا لصيانة واحتياجات المساجد بدلا من أن يلجأ الأهالي لفاعلي الخير للاعتناء بالمساجد؟ لا، وزارة الشؤون الإسلامية غير عاجزة ولا نعتمد على المواطنين ولكننا بالوزارة نفتح المجال لمن أراد أن يفعل الخير فليس عندنا مانع فمن أراد بناء مسجد أو يرمم دورات المياه، إضافة إلى أننا لدينا ميزانية محددة تأتي في بداية السنة المالية لا تستوعب كل مساجد المنطقة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير المنطقة على اطلاع بهذه الميزانية ووزير الشؤون الإسلامية وعد برفع ميزانية المنطقة، ولا أستطيع أن أتجاوز هذه الميزانية وأعد الناس بشيء لا أملكه، ولدينا مناقصات في هذه السنة وسنقوم بترميم 45 مسجدا قريبا ولا أستطيع أكثر من ذلك وفق الميزانية. ألا تتفق معي في أن الفرع ليست لديه خطة واضحة في إدارة البرامج وبالتالي لا توجد برامج توعوية بشكل دائم؟ كلا لدينا خطة واضحة منذ أن توليت إدارة الفرع، والأشهر الأولى قضيناها في التخطيط والدراسة لما أنجز سابقا واستكمال ما بدأه الزملاء. هل هناك خطة لكل قسم قابلة للتطبيق على أرض الواقع أم مجرد تنظير إداري فقط؟ أعددنا خطة عمل متكاملة لكل قسم بما يتعلق بالدعوة وبالمكاتب التعاونية والدعوة والإرشاد وما يتعلق بالبرامج الدعوية والتوعوية بأضرار القات وغيرها. كيف تقيم دور المكاتب التعاونية لتوعية الجاليات بالمنطقة؟ لدينا 36 مكتبا تعاونيا معتمدا وخمسة الآن في طور اعتمادها في عدد من المحافظات، ولا شك أن المكاتب التعاونية لها دور كبير في توعية الجاليات ودخولهم الإسلام بشكل يومي. ويعتبر المكتب التعاوني بالملحاء أنشط المكاتب في المنطقة. لماذا، وما الذي يميزه عن غيره؟ نظرا لتواجد أشخاص نشطين فيه. وما الذي يعيق المكاتب الأخرى أن تتميز؟ الزملاء يبذلون قصارى جهودهم بالمكاتب الأخرى لكن تتفاوت حسب الإمكانيات المادية وأعداد الدعاة. يلاحظ أن هناك قلة في أعداد الدعاة بالمنطقة لماذا لا يتم توفير العدد الكافي، وكيف تسدون هذا الخلل؟ نحن لا نمانع بقبول أي داعية، يقومون بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء ويرفعون إلينا بجداول من المكاتب الدعوية وينظر إليها من قبل اللجان الاستشارية، ومن ثم ترفع لجهات الاختصاص ولإمارة المنطقة وللوزارة من أجل الحصول على الفسوحات النهائية، ولا يتم قبولهم إلا وفق معايير معينة، ومنذ أن توليت إدارة الفرع وجدت 7 دعاة فقط موزعين في مكاتب الدعوة خصوصا في المناطق الحدودية ويعتبر غير كاف لكن المكاتب الدعوية تستعين بدعاة كالقضاة وأستاذة جامعات وأساتذة المعاهد العلمية ولا نمانع بقبول أي داعية إذا لم تكن عليه ملاحظات. لماذا لا ترفعون بشكل دائم للوزارة أن المنطقة بحاجة ماسة إلى دعاة؟ قمت بنقل هذه المعاناة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فاستوعبت الوزارة ذلك وتم تعيين 5 دعاة إضافيين ليصبح العدد 12 داعية رسميا يتبع الفرع وحاليا وصلنا إلى اتفاق مع الوزارة قبل شهر تقريبا على أن أي متقدم جديد يتم الاتفاق معه حتى يكتمل احتياج جميع مراكز الدعوة وبالتالي سيتم تغطية جميع المراكز قريبا، وطلبت من الوزارة تزويدنا بأعداد دعاة من أجل أن يكون هناك اكتفاء بالمنطقة. وماذا عن العنصر النسائي، لماذا لا توجد داعيات بالمنطقة؟ هذا صحيح، والحقيقة تحتاج المنطقة إلى داعيات ونحن نقر برامج تأتينا من بعض لمكاتب فيها داعيات يقمن بالدعوة إذا كانت مؤهلة علما وحكمة. هل سبق وتقدمت إلى فرعكم داعية للعمل؟ للأسف لم تتقدم إلينا داعية وإنما يأتيننا عن طريق المكاتب التعاونية والمكاتب التعاونية تركز على مجموعة من النساء ويقومون برفع تقرير لدينا ويعرض على اللجنة الاستشارية ومن ثم نقرر بعد ذك. لماذا لا توجد ملتقيات أو برامج تنفذها الشؤون الإسلامية بالمنطقة؟ نحن نظمنا أكثر من لقاء لكن الفرع لديه أكثر من مجال وكل مجال يحتاج تخصيص وقت. هل تعتبر نفسك راضيا عما يقدمه الفرع؟ الحق يقال إنني أطمح بتقديم المزيد كصيانة المساجد وغيرها، وحسب علمي أنها ما كانت موجودة من قبل، ونتمنى الوصول لمراحل متقدمة وهي بدايات توصلنا إلى غيرها. نحن الآن مقبلون على الإجازة الصيفية، فما خططكم؟ هناك برامج أعدت لاستقبال الإجازة الصيفية عبر المكاتب التعاونية بمختلف المحافظات وتقدم على مدى شهر تقريبا وتتفاوت من مكتب لمكتب وتكون حسب المبالغ المالية المعتمدة. رسالة المساجد لا تنتهي، فلماذا لا تقام أنشطة وبرامج ثقافية بالمساجد بشكل دائم؟ نحن الآن نركز على الجوامع الكبيرة التي يؤمها الناس، أما المساجد الصغيرة فيقوم أئمتها بإلقاء المواعظ أو القراءة عليهم من بعض الكتب النافعة بعد صلاة العصر أو المغرب وفي الوقت الذي يراه مناسبا مع جماعة المسجد، أما الجوامع الكبيرة فنركز عليها بإعداد برامج متنوعة لكونها تتوفر فيها خدمات أكثر من غيرها. هل تؤيد أن تغلق المساجد بعد أداء الصلاة؟ نعم ونشدد على ذلك لأنها متعلقة بجوانب أمنية ونشدد على الأئمة والمؤذنين وخدم المساجد بأن يفتح قبل الصلاة ويغلق بعد الصلاة بوقت محدد وهذه جوانب أمنية لا يمكن التساهل فيها. كيف تتم مراقبة المساجد ومعرفة كل ما يجري فيها أثناء تغيب المراقبين؟ هناك مراقبون على المراقبين أيضا، وبإمكاننا معرفة ما يجري على الفور عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة لمتابعة الميدان. يلاحظ أن مصليات الأعياد لا تحظى باهتمام من قبل الشؤون الإسلامية وينقصها العديد من الأساسيات، لماذا؟ الذي أعرفه قبل أن أتولى إدارة الفرع أنه تم اعتماد 3 مصليات العام الماضي في كل محافظة كبرى وتم تأمين الفرش ولوازم الصلاة، وتم التعاقد مع عدد من الشركات لتأمينها، وفي هذا العام اعددنا خطة متكاملة واجتمعنا عدة اجتماعات مع الزملاء في إدارات الأوقاف في المحافظات لاختيار فرش مناسبة لتهيئة الأعياد، وإن شاء الله سترون الخير، ولم أقف على الأعياد الماضية، وبالتالي لا ألام على أي شيء سابق لكوني جديدا بالفرع. قبل أن تتولى إدارة الفرع، كانت هناك مشاريع ما زالت متعثرة، ما أسبابها؟ وهل وجدتم حلولا لها؟ أبشرك الحمد لله تجاوزنا المشاريع المتعثرة، وكان هناك تعثر من قبل بعض المقاولين، وسحبنا بعض المساجد من بعض المقاولين وسلمناها لمقاولين آخرين، ولن نتهاون مع أي مقاول يقصر، وأقف بنفسي شخصيا على المساجد وقد سبق أن تقدم إلينا رئيس المحكمة العامة بالشكوى بملاحظات معينة بإحدى المساجد، وذهبت بنفسي وألزمت المقاول بإعادة وتصحيح أخطائه، وحاليا لا يوجد أي مشروع متعثر ونتمنى ألا يتعثر أي مشروع. هل تقومون بإملاء الخطباء بمواضيع محددة أم تترك لهم حرية اختيار الموضوع بما يتناسب مع الحاضرين؟ أؤكد أننا لا نملي الخطباء في اختيار مواضيعهم التي يطرحونها إلا في حالات نادرة جدا بتعميم من الوزارة، على سبيل المثال توجيه من وزارة المالية لحث الأئمة للتحدث عن الزكاة وأدائها أو توجيه من قبل وزارة التجارة لحث الأئمة للتحدث عن آثار الغش التجاري لكن بشكل عام يترك اختيار الموضوع للخطيب لتحديد الموضوع المناسب لما يراه متفقا مع جماعة المساجد، ونحن بدورنا نحث الخطباء على اختيار ما ينفع الناس في عباداتهم ومعاملاتهم وجمع الكلمة على ولاة الأمر وذكر ما تقدمه الدولة من خيرات لشكر النعم. هل هناك تجاوزات في أطروحات عدد من الخطباء؟ نعم، لدينا تجاوزات من بعض الخطباء والأئمة نستدعيهم عن طريق قسم القضايا ويناقش الأمر معهم، لكنها تعتبر حالات نادرة.. شخصان تقريبا. ما الإجراءات التي تتخذونها معهم؟ يحذرون وينبهون وإن استمروا في طرحهم المتجاوز فستتخذ معهم الإجراءات المعنية ولسنا مجبورين على أحد. يلاحظ أنه يتم الإعلان عن وظائف أئمة وخطباء في عدد من المحافظات، ولا يتجاوب أحد معها، لماذا في رأيك؟ نعلن كثيرا ولا يتقدم أحد لأن أغلب الخطباء يبحثون عن المساجد القريبة من مساكنهم وهم يعذرون في هذا، ونجد معاناة حقيقية خصوصا في القرى والهجر خصوصا الجبلية. هناك عدد كبير من الأئمة والخطباء لا يتقاضون راتب الإمامة والخطابة فيتم تسليمهم مرتبا واحدا فقط، لماذا؟ هي فئات، وكثير من الأئمة يطالبون بتحسين وضع ولا يكون ذلك إلا بتوفر الوظيفة، وإن لم تتوفر فلا أستطيع، والوزارة استحدثت مع الميزانية 52 وظيفة وتم توزيعها عليهم بمختلف المحافظات، ولا نملك أكثر من ذلك إلا في حالات الاستقالات أو الوفاة، حيث يتم التعيين على هذه الوظائف. يعيب الكثيرون على دورات المياه في المساجد المنتشرة في الشوارع العامة، لماذا لا يكون هناك اهتمام بنظافتها؟ نعترف بذلك الخلل، ولكن بالنسبة للمساجد الموجودة في المجمعات التجارية فتعتبر ليست من أملاك وزارة الشؤون الإسلامية وإنما مسؤولية صاحب المحطة أو الأمانة أو الهيئة العليا للسياحة، فيما الموجودة على الطرقات العامة تعتبر مسؤولية إدارة الطرق، وسبق أن طرحت هذا الموضوع بمجلس المنطقة بأن يركز على هذه المساجد لأنها تعتبر واجهة حضارية، وألا يعطى صاحب المحطة رخصة تجديد للعمل إلا باستكمال كافة الاشتراطات سواء اشتراطات الدفاع المدني أو الأمانة، وأبديت لهم مدى استعدادنا للتعاون معهم بإرسال مندوب أو مندوبين في كل محافظة مع هذه اللجان ليقيم المسجد مع دورات المياه لمعرفة مدى تطابقها مع اشتراطات الوزارة. هناك معلومات تشير إلى أن عددا من مساجد محافظة أبو عريش تم إعادة بنائها لأنها كانت في غير اتجاه القبلة، فما صحة ذلك؟ لا أدري عن أي شيء ربما حدث في عهد سلفي السابق، أما الآن فلم يمر علي هذا منذ أن توليت إدارة الفرع. لماذا لا تنفذون جولات ميدانية بصفة مستمرة؟ هناك برنامج الصيانة الذاتية ولأول مرة ينفذ في المنطقة ودورة خدمة المساجد، وقد خدمنا أكثر من 300 مسجد وجامع بالمنطقة من خلال تقديم صيانة للمرافق ودورات المياه إلى جانب توفير الأجهزة الإلكترونية والإنارة، وهناك لجان فنية مختصة بذلك تقوم بجولات ميدانية وهم من ذوي الخبرات بأعمال الصيانة الذاتية والوقائية للمساجد والجوامع في شتى التخصصات المهنية من كهرباء وصوتيات وتبريد وتكييف وإلكترونيات وسباكة وغيرها. هل هناك طرق حديثة لمعرفة احتياجات المساجد؟ نعم لدينا جهاز لتحديث بيانات المساجد يقوم بمعرفة جميع المساجد وما تحتويه، ومن ثم نستطيع أن نحدد الخدمات التي تنقصه على الفور ويتم توفير حلول سريعة لها. هل هناك ميزانية مستغلة لترميم دورات المياه، وهل تعتقدون أنها كافية؟ نعم، لدينا حاليا ميزانية مستغلة خصصت لترميم دورات المياه فقط، والآن مسلمة لنا، ونتطلع لشيء أكبر من ذلك قريبا، وستكون مساجد المنطقة من أفضل المناطق بالاعتناء بمساجدها.