تتكئ محافظة الطائف على ثروة ضخمة من المواقع الأثرية في مراكز مختلفة، إلا أنه وبالرغم من ذلك فقد طويت بعض صفحاتها في الحاضر، وأصبحت فقط موجودة على صفحات التاريخ تسابق الزمن في النسيان، ولعل مقلع طمية أو كما يسميه بعض سكان البادية (الوعبة) بأنه من أهم وأجمل هذه المواقع المنسية .. «عكاظ» زارت هذه المواقع الأثرية في المحافظة وخرجت بالصورة التالية. ويقول أحد خبراء الآثار في المنطقة: إن مقلع طمية الذي يتبع إلى مركز حفر كشب يبعد عن المحافظة ما يقارب 175 كم باتجاه الشمال، مشيرا إلى أنه قد يتساءل الكثيرون عن هذا الموقع الذي أثبتت الدراسات والبحوث انه نتاج بركاني بوسط شرق الدرع العربي في العصر الكامبري الذي يعتبر من أقدم العصور التاريخية. وقال الخبير: إن الموقع عبارة عن فوهة بركانية تبلغ مساحتها قرابة كيلو متر من شمالها إلى جنوبها بينما يبلغ عمقها قرابة 250 مترا تقريبا وأنه وفي قاع هذه الفوهة مياه راكدة يحاط جزء منها بأشجار النخيل، كما يقع في الجزء الغربي منها بركان خامد، أما الصخور المكونة للفوهة فهي صخور نارية سوداء اللون من الماجما الشديدة الصلابة ويشوبها بعض الحمرة نتيجة من شدة الحرارة تعمل على إذابة الصخور التي تمر بها. ويقول المواطن فهد لاحق الروقي: تشير بعض الروايات التي يتحدث بها كبار السن لشيء من الغرابة، وهي حسب قولهم إن مكان المقلع جبل كان يعشق صخرة كبيرة شمال المملكة بمنطقة حائل فنزع ورحل إليها تاركا مكانه، وهذا التأثير باق حتى اليوم (مقلع طمية) فيما أكد بعض المرتادين للمكان طبيعة التربة والأشجار التي تحيط بالصخرة تشبه إلى حد كبير المتواجدة بمقلع طمية. وأشار الروقي إلى أن بلدية محافظة المويه قد انتهت مؤخرا من أعمال السفلتة في الموقع، كما وضعت المظلات للزوار والسياح القاصدين للمقلع. وناشد عدد من المواطنين والسياح وزائري المكان الهيئة العامة السياحة والآثار بجعل هذا المكان من أبرز المعالم والأماكن السياحية بمحافظة الطائف. وعندما اتجهنا إلى الشمال الشرقي باتجاه مركز المحاني الذي يبعد عن محافظة الطائف 140 كم وجدنا معلما آخر، ألا وهو قصر ابن ثعلي الذي يعد من المعالم والآثار القديمة بالمحاني، حيث ذكر المؤرخون أن بناءه يعود للعصور القديمة فقد بناه عيد وملفي أبناء ثعلي الذي تنتسب إليه قبيلة الثعالية من الروقة، وكان يمر بهم حجاج العراق وطريق لعين زبيدة في زمن الخليفة هارون الرشيد. يقول الروقي: إن قصر ابن ثعلي يعتبر من الأماكن الأثرية بالمنطقة الذي تم تجاهله من هيئة الآثار والمتاحف، وتم إهماله، مطالبا هيئة الآثار أن تعمل على ترميمه، إذ أن عوامل التعرية والأمطار قد تسببت في إلحاق الضرر بالقصر. ويقول زبن مناحي الروقي: إن هذا المعلم الأثري يرتاده الكثير من السياح ومن أبناء الوطن نظراً لانتشار سمعته بين الناس وأن الكثير من أعيان الممكلة يقدمون لزيارته. وأشار زبن الروقي إلى أن قصر الخرابة الذي شيد في عصر هارون الرشيد لراحة الحجاج القادمين من العراق يعتبر من أهم وأعجب الأماكن الأثرية شمال الطائف، حيث تم بناؤه بطريقة هندسية عجيبة وهو يتوسط بركتين من الماء تعتمد على مياه الأمطار. وقال: إن الزائر لهذا القصر يرى انه قد أهمل من قبل الجهات المسؤولة سواء من حيث النظافة أو المنظر العام للقصر من الداخل.