حضرت سيدة واحدة، وعدد محدود من المسؤولين ورجال الأعمال، للقاء التعريفي لفرع جمعية الأطفال المعوقين في جازان، الذي عقدته الجمعية في مقر الغرفة التجارية الصناعية. وفيما اعتذر عدد كبير من المسؤولين في وقت سابق من تلبية الدعوة إما لظروف السفر أو ارتباطات عامة أو خاصة، لم يعتذر البعض الآخر وأغلق جواله. لكن الملفت للنظر أن اللقاء الذي يفترض أن يكرس الاهتمام في المنطقة بهذه الفئة في محاولة للوصول إلى دعم شامل لهم، بدت مقاعده شاغرة مما أوجد حرجا بالغا في صفوف المنظمين وبرر ل «عكاظ» رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان ناصر مريع، السبب في غياب المسؤولين سوء تنسيق بين الإمارة والغرفة التجارية بجازان بعد تغيير موعد اللقاء في اللحظات الأخيرة، حيث كان موعد اللقاء 11 ظهرا، بينما تأجل إلى الفترة المسائية. ولم يمنع الحضور المحدود عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الدكتور محسن بن علي فارس الحازمي الذي قدم اللقاء، أن يكشف حقيقة الدعم الذي يفترض تلقيه للفرع الجديد «قيد الإنشاء»، مؤكدا أن «المبالغ التي جمعت لإنشاء مقر فرع جمعية الأطفال المعوقين بجازان كانت من رجال أعمال ومتبرعين من خارج المنطقة، بينما لم يسجل ريال واحد تم التبرع به من جازان»، مبينا أن تأخر إنشاء فرع الجمعية كان سببه بعض الجهات الحكومية التي أعاقت إنشاءه في وقت مبكر. وطالب الدكتور الحازمي رجال الأعمال في المنطقة الالتفات لهذه الفئة الغالية والاهتمام بها، مضيفا «الدعوة موجهة إلى كل من يستطيع أن يقدم عملا إنسانيا يكسب به الأجر والثواب»، مشيرا إلى أنه «فوجئت بسؤال أحد المتبرعين عن أسباب غياب المتبرعين للجمعية من منطقة جازان بينما رجال الأعمال من خارج المنطقة هم كانوا السباقين إلى التبرع»، مشددا على أهمية دعم رجال المال والأعمال بصفتهم شركاء لخدمة فئة غالية وعزيزة على جميع أفراد المجتمع. وأشار الدكتور الحازمي إلى أنه بموجب دراسة ميدانية اتضح أن أعلى نسبة إعاقة في المملكة تحتضنها منطقة جازان بنسبة (9.90 %) تليها منطقة القصيم (9.68 %)، وكانت أقل النسب في منطقة الرياض (36،4 %)، مشيرا إلى مشاركة 3838 طفلا من جازان من بين 60630 طفلا شاركوا في الدراسة التي أجريت على المستوى الوطني ضمن «البحث الوطني لدراسة الإعاقة لدى الأطفال بالمملكة العربية السعودية» والذي تم تنفيذه خلال الفترة من 1417ه إلى 1420ه. وأوضح رئيس محاكم منطقة جازان الشيخ علي بن جده المنقري، في مداخلة له «من خلال عملي في مجال القضاء في منطقة جازان لاحظت خلال السبع سنوات الماضية وقبلها عملت ثلاث سنوات في جازان أيضا، ولم أجد في يوم من الأيام أن تقدمت إلينا أي جمعية تطالب بحجة استحكام على أرض، بل من يتقدم إلينا من يريد البيع والشراء فقط وفي هذا رسالة واضحة موجهة للجميع». من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان ناصر مريع، أن الدكتور محسن الحازمي بذل جهودا كبيرة من أجل افتتاح فرع للجمعية بالمنطقة، وسبق أن التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الذي بارك هذه الخطوة من منطلق إيمانه بضرورة الوقوف إلى جانب المعوقين الذين يحظون بتعاطف مختلف شرائح المجتمع، مبديا سموه استعداده لدعم الفرع ماديا ومعنويا. وبين مريع أن الغرفة وجهت الدعوات لرجال الأعمال لحضور هذه الندوة التعريفية والتي بلاشك سيكون لها الأثر الكبير في تفاعلهم لدعم الفرع لكي يقوم بواجباته على الوجه الأكمل تجاه الأطفال المعوقين، مبديا تفاؤله بأن الدعم سيكون في المستقبل القريب سخيا من منطلق التعاطف الذي تحظى به هذه الفئة التي ستجد لها مقرا مهيأ بالمنطقة من خلاله تتوفر جميع احتياجاتهم الفعلية، ويلقون الرعاية والاهتمام الذي يؤهلهم للاندماج مع بقية أفراد المجتمع. وشكر إبراهيم بن عبدالله الحمزي عضو الجمعية السعودية للأطفال المعوقين مساعد مدير العيادات الخارجية بمستشفى الملك فهد بجازان، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان على الجهود الكبيرة التي يبذلها والتي سعى لها من أجل إنشاء فرع لجمعية الأطفال المعوقين بالمنطقة، مشيدا بدور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، على الموافقة بإنشاء فرع للجمعية بجازان، وكذلك الشكر للدكتور محسن الحازمي المشرف المكلف على المركز، مناشدا رجال الأعمال في المنطقة بالوقوف والمساندة والدعم لهذا المركز بالمنطقة والاهتمام بهذه الفئة الغالية.