دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، بحضور محافظ محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، ووزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، ومحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم والرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي المسلم البارحة، المحطة الجديدة التي نفذتها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في جدة، وخط الأنابيب الذي نفذته الشركة الوطنية للمياه بطول أكثر من عشرة كيلو مترات. وفي كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة خاطب الحضور قائلا: هذه ليلة جدة .. ليلة من ليالي الحياة .. ولا حياة بدون ماء. واضاف سموه: الشكر لله سبحانه ثم لك يا سيدي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد الأمين ... سيدي الملك .. جزاك الله خيرا عدد ما في هذا المشروع من قطرة ماء تمر في حلق مواطن لتستقر في جسده الكريم ... شكرا لك على هذا الاهتمام ... شكرا لك على هذه المشاريع التي تتوالى كل يوم وكل اسبوع وكل شهر وكل عام. وأضاف: الشكر لسيدي ولي العهد، الذي يحرص على المتابعة الدائمة لكل مشروع في صالح المواطن، شكرا له وهو ينفذ توجيهات الملك ويرفع احتياجات المواطن إلى الملك العظيم. ووجه الأمير خالد الفيصل شكره للعاملين على هذا المشروع وغيره من مشاريع الحياة، كما وجه تقديره لوزير المياه، والمؤسسة العامة لتحلية المياه، وشركة المياه الوطنية وكل من ساهم وشارك وعمل في انجاز هذه المشاريع وغيرها من المشاريع. واستطرد أمير مكة قائلا «أنتهز هذه الفرصة وأضع يدي بيد وزير المياه مناشدا المسؤول والمواطن على حد سواء بأن يخاف الله في هذه النعمة .. نعمة المياه، اتقوا الله في أنفسكم وفي هذه النعمة التي وهبكم الله فإنها أغلى من البترول والذهب وأنتم خير من يقدر هذه النعمة الشريفة»، وأضاف موضحا «هذه المشاريع أوصلت المياه الى كل شارع وبيت في كل المحافظات والمناطق، وكما تعرفون ان اغلب محافظات منطقة مكةالمكرمة تشرب من المياه المحلاة وهي مشاريع عظيمة كبيرة أنجزتها الدولة وكانت جدة او غيرها من المدن تشكو من العطش في يوم من الايام فيما نحن اليوم نشهد هدرا لهذه المياه بغير ترشيد، لذلك أناشد المسؤول والمواطن في الاشتراك بمشروع وطني لترشيد استهلاك المياه ليس في جدة بل في المملكة العربية السعودية ككل، فمعدل استهلاك المياه في المملكة يفوق أي معدل عالمي مع ندرة المياه لدينا، فمن الواجب ان يشارك المواطن والمسؤول في الترشيد لأننا اذا أهدرنا هذه النعمة فالله عز وجل غيور على نعمه ونخشى من العقوبة، ونحن نستخدم المياه بطريقة عشوائية وغير مسؤولة ويجب ان نقابل هذه المشاريع الضخمة من الدولة في ايصال المياه من البحر الى المدن والقرى البعيدة في مسافات بعيدة تصل الى مئات الكيلومترات، ما يعد ثروة كبيرة يجب ان نحافظ عليها». من جهته، أوضح وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين أن تدشين سموه للمشروعين يأتي من منطلق أهميتهما للمواطن السعودي والمقيمين في مدينة جدة، وهنأ جميع المواطنين والمواطنات، مؤكدا بأن النهضة التي عاشتها البلاد خلال هذه الفترة ومن ضمنها تحلية المياه، تعكس اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن والمقيم على هذه الارض المباركة على حد سواء، سائلا المولى عزو وجل أن يديم على ملك البلاد الصحة وعلى هذه البلاد أمنها واستقرارها، وأشار إلى أنه «في عهد خادم الحرمين الشريفين خطت الخدمات في جميع قطاعات المياه والكهرباء خطوات كبيرة واستطاعت فيها وزارة المياه والكهرباء والقطاعات التابعة لها خلال فترة وجيزة من بناء صروح من المشاريع تضاهي فيها مثيلاتها في البلدان الأخرى»، مباركا تدشين محطة التناضح العكسي بجدة بطاقة ضخ تبلغ 240 ألف متر مكعب يوميا، مؤكدا ان اهالي مدينة جدة بات لديهم محطة جديدة تعزز كمية الضخ إلى المدينة واستمرارية ضخ المياه فيها. وقال الحصين: هذا المشروع يعني زيادة الطاقة الى جدة قرابة 20% وهذه النسبة تعد رافدا كبيرا للمحافظة، وهذه المحطة مخصصة لمدينة جدة والاضافة القادمة والمعتمدة في ميزانية هذا العام تقدر ب 600 ألف متر مكعب ونسعى لرفعها الى مليون متر مكعب وستكون لمكةالمكرمةوجدة والطائف، وبعض المحافظات التابعة لجدة مثل خليص والكامل. واكد وزير المياه والكهرباء «لا خوف من الأدخنة المتصاعدة من المداخن الموجودة في تحلية المياه بجدة لان نسبة الفضة واذا اختلطت بالرطوبة في الجو تشكل حمضا صناعيا له تأثيراته على الاسطح والمركبات وتم معالجته من قبل المؤسسة في مشروع جدة 4 والتي تضم اكبر مدخنتين وكلف المشروع 250 مليون ريال وانتهت مشاكل الكبريت تماما وكل ما نراه هو ثاني اكسيد الكربون وهو مثل ما ينبعث من عوادم السيارات». وأكد ل«عكاظ» ان المحطة الجديدة التي سيتم انشاؤها في القريب لم يتم بعد اختيار موقع محدد لها وقال: لم نستقر حتى الآن هل هي في جدة او رابغ كوننا نسعى لرفع طاقتها مؤكدا ان محطات التناضح العسكي تشكل ما نسبته 30% من مجموع المحطات في المملكة ومؤكدا انها لا تنتج الكهرباء ولكنها اكثر اقتصادية. وقال لقد حظيت منطقة مكةالمكرمة باهتمام الدولة كبقية مناطق المملكة وفيما يخص مشاريع التحلية لمنطقة مكةالمكرمة فقد تم تنفيذ عدد من محطات التحلية في كل من جدة والشعيبة، وبدخول هذه المحطة الجديدة يصبح عدد محطات التحلية حاليا في جدة 5 محطات منها محطتان حراريتان وثلاث محطات بالتناضح العكسي، وفي الشعيبة 4 محطات منها 3 محطات حرارية وواحدة بالتناضح العكسي، ويبلغ التصدير التصميمي لهذه المحطات أكثر من مليوني متر مكعب ماء يوميا، وهذا الرقم يمثل 40% من التصدير التصميمي الإجمالي لجميع محطات التحلية في المملكة. يذكر أن الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة التي تعمل بالتناضح العكسي بلغت 240 ألف متر مكعب من المياه يوميا، وينتظر أن تشكل إنتاجيتها تعزيزا كبيرا للمياه المحلاة التي تصل إلى جدة من محطة «الشعيبة 3»، وبلغت تكلفتها مليارا ومائة وخمسة عشر مليون ريال سعودي واستغرق المشروع 48 شهرا، وهي عبارة عن اغشية خاصة لمياه البحر وتستخدم الكهرباء من الشبكة الكهربائية للتشغيل، وهذه التقنية هي الاحدث بالسوق العالمي لمساهمتها في تقليل انبعاث الغازات، علما بأنه تم استخدام الأغشية المصنعة محليا في مدينة رابغ، وهو المصنع الأول من نوعه خارج اليابان المصنع الأصلي لهذه الأغشية.