يروي طلاب تورطوا في استخدام الحبوب المنشطة تجاربهم المريرة في تعاطي تلك الحبوب في موسم الامتحانات. يقول طالب كان قد تورط في تعاطي المنبهات والمنشطات: بدأت تعاطي الحبوب المنشطة في السنة الأولى من المرحلة الثانوية عندما عرضها علي أحد زملائي قبيل اختبار مادة الرياضيات، كنا وقتئذ نستذكر سويا في استراحة، معترفا بأن أغلب متعاطي هذه الحبوب هم من الطلاب المتقاعسين دراسياً والكسالى الذين يحاولون التعويض بوسيلة غير مجدية تضر بصحتهم. وقال خالد -طالب بالمرحلة الثانوية- إنه تعرف على الحبوب المنشطة من خلال أحد زملائه، حيث تنشط في أيام الاختبارات سوق هذه المنشطات. ويروي الطالب صالح تجربته مع المنشطات بقوله: إن الوهم قادني إلى هذه السموم فانقلب السحر على الساحر، فتبدل حلمي من تحقيق معدل كبير يدخلني الجامعة إلى إصابتي بمتاعب صحية جسيمة، ففي موسم سابق للاحتبارات قدم لي زميل – وأقول – إنه عدو – ثلاث حبات من الحبوب المنبهة بزعم أنها تمنحني الطاقة ولم أفق إلا بعد أن اكتشفت أن هذه الحبوب من المخدرات التي تدمر العقل. ويتذكر الطالب مساعد تجربته المريرة مع الحبوب المنشطة، قائلا: اشتريت تلك الحبوب من أحد الأشخاص بالقرب من المدرسة قبل سنوات عندما كنت على مقاعد الامتحانات، متوهما أنها تنبه العقل والإدراك، فكانت النتيجة سقوطي في الاختبارات حيث فقدت التركيز وأصبحت أنسى كل شيء. وإلى ذلك يحذر خبراء ومختصون من خطر انتشار الحبوب المخدرة «الكبتاغون» التي ينشط ترويجها عادة في موسم الاختبارات بين طلبة المدارس، وأجمعوا على أهمية بث التحذيرات وتنبيه الأسر لخطر تلك السموم، لما تسببه من مآس. من جانبها حذرت صاحبة السمو الأميرة موضي بنت عبدالله آل سعود مديرة إدارة البرامج النسائية بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الطالبات والطلاب من تعاطي أي منشطات أو الانسياق خلف تلك الأوهام، وقالت إن إدارتها قدمت برامج في الجامعات ومدارس البنات اشتملت على محاضرات ومعارض لتحذير الطالبات وإرشاد الامهات عن خطر المخدرات وما تسببه من مشاكل أسرية وصحية واجتماعية، وأثمرت تلك البرامج في مضاعفة الوعي العام للأسرة، مهيبة بكافة الطلبة بأخذ الحذر والحيطة من استعمال أو استخدام أي نوع من الحبوب المهدئة أو التي تساعد على السهر أو تنشط الذاكرة بزعم زيادة التحصيل الدراسي، محذرة من أن المروجين ينشطون خلال فترة الامتحانات ليبيعوا وهم مضاعفة التحصيل للطلاب والطالبات، بما يوقعهم في شباك إدمان المخدرات ويدمر مستقبلهم ويحولهم إلى مدمنين، فضلا عن إصابتهم بأخطر أنواع الأمراض. وقال عبدالإله الشريف، مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية إن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تنسق مع الأجهزة الأمنية والجمارك للحيلولة دون وصول الحبوب المخدرة مثل «الكبتاغون» وغيرها إلى طلبة المدارس، لاسيما أن هذه المادة يروج لها كذبا وتضليلا بين الطلاب على أنها تنشط الجسم، وتساعد على الاستذكار وهو أمر مخالف للحقيقة. ولفت الشريف إلى أن المديرية العامة للمخدرات تمكنت مؤخراً من ضبط ستة ملايين وألفين وأربعمائة قرص إمفيتامين مخدر، في حين ضبطت مصلحة الجمارك 25 مليون حبة «كبتاغون» منذ بداية العام. وقال محمد البدراني مدير إدارة البرامج الوقائية بإمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إن تناول العقاقير المنبهة والمنشطة والترويج لهذه المنبهات في كل موسم اختبارات ليس سوى وهم يسري بين الطلاب المتقاعسين لرتق ثقوب التقاعس والكسل، غير مدركين لخطورتها. وحذر الدكتور خالد بن سعد الجضعي أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المساعد الطلاب والطالبات من خطر الوقوع في أسر المنشطات والمنبهات، لاسيما هذه الأيام مع انطلاقة الاختبارات النهائية، حيث يقوم بعض الطلاب والطالبات بالبحث عن حبوب الكبتاجون أو المنشطات والتي تندرج تحت قائمة المخدرات المنبهة التي تتسبب الإدمان وتضعف الإدراك وتدمر خلايا المخ. ومن جانبه حذر أستاذ الصحة النفسية المشارك بجامعة طيبة نايف محمد الحربي من وقوع الطلاب والطالبات ضحية لمروجى المخدرات والحبوب المنبهة، مؤكدا على أهمية متابعة الأبناء أثناء الاختبارات، حيث تكثر عملية بيع المنشطات والحبوب التي تعتبر مفتاح الطريق لكثير من المروجين، موضحا أن أسباب قلق الاختبارات كثيرة ومتداخلة منها الخبرات السابقة للطالب في الامتحان مثل الإخفاق في اختبار أو مواجهة اختبار صعب. كما يلعب جو الاختبار دورا في نشوء القلق لدى الطلاب، ويؤدي القلق إلى ضعف كبير في أداء الطالبة أو الطالب وضعف الثقة، كما أن القلق ربما يتسبب في غيابهما عن أداء الاختبارات رغم مذاكرة الطالب أو الطالبة واستعدادهما لدخول المعمعة.