تجددت الاشتباكات مساء امس في مدينة طرابلس بعد فشل المفاوضات والاتصالات لوقف اطلاق النار، حيث استمر القصف والقنص على محاور التبانة البرانية ومشروع الحريري والريفا والبقار، حيث سجل احتراق جامع نشابه في شارع سوريا. رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام تابع الاوضاع الميدانية بقلق ما يجري منذ أيام في عاصمة الشمال طرابلس من احداث مؤلمة، أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين وافراد القوات المسلحة وقال في تصريح له امس (الاربعاء): «ان هذه المواجهات مهما كانت الذرائع ليست سوى فتنة بغيضة تشكل خدمة مجانية لكل متربص بأمن واستقرار لبنان، الذي يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى التعقل واعلاء لغة الحوار سبيلا وحيدا للتعامل مع الخلافات». كما دعا سلام «جميع فاعليات طرابلس، التي تدرك بلا شك حجم الهم الوطني الذي يثقل كاهلنا جميعا وأهمية ودقة الاستحقاقات السياسية التي تواجهنا، الى عمل جماعي جدي وفاعل يؤدي الى رفع الغطاء فعليا عن جميع المسلحين الذين يستبيحون طرابلس واهلها المسالمين وتسهيل مهمات قواتنا المسلحة، لتمكينها من القيام بدورها في التصدي للفوضى». كما حذر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس من ان الاصطفاف السياسي سيؤدي الى «انهيار وطني شامل» داعيا الجميع الى تفعيل الجهد لاستعادة الثقة بين الأطراف السياسية وبدء حوار جدي ومسؤول يحفظ مقوماتنا الوطنية والدستورية والميثاقية ويبعد عن وطننا شبح الضياع والفوضى الشاملة. من جانبه وزير الدفاع اللبناني فايز غصن اكد أن الجيش اللبناني قام ويقوم بعمل كبير جدا في طرابلس، مشيرا الى انه ما من منطقة عصية أو مقفلة على الجيش، شدد على أن ما يقوم به يصب في خانة المصلحة الوطنية العليا، مضيفا أن الجيش يحظى بالضوء الأخضر من السلطة السياسية كافة. واعتبر أن شبح الفتنة يخيم على لبنان انطلاقا من أحداث طرابلس وما يجري في المناطق الأخرى، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم ورفع الغطاء عن العابثين بالأمن في طرابلس.