يفتح منفذ جديدة عرعر الذي يقع شمال مدينة عرعر ب 50 كيلو مترا، داخل منطقة الحدود الشمالية، أمام الحجاج العراقيين القادمين إلى المملكة لأداء فريضة الحج سنويا، وبعد عودتهم يغلق المنفذ مجددا، حيث تم تعطيل المنفذ منذ حرب الخليج الأولى، إلا أن التوقعات بإمكانية افتتاحه على نحو دائم خلال المرحلة المقبلة تصاعدت مؤخرا، خاصة عقب اتخاذ بعض الاستعدادات وإكمال بعض التجهيزات على الجانب السعودي. ويعتبر المنفذ من الجهة السعودية أكثر تطورا في مجالات العمل الجمركي والخدمات الصحية والإسعافية والأمنية، إلى جانب توفر الكوادر البشرية، وينتظر تجار سعوديون وشركات افتتاح المعبر على نحو دائم لتصدير البضائع ومنها مواد البناء والصناعات الخفيفة، حيث يتوقع هؤلاء إعادة فتح المنفذ بشكل طبيعي، خاصة مع رغبة الطرفين في التشغيل الدائم وتوفر الاعتمادات المالية السنوية لذلك. ويتطلع رجال أعمال في المملكة على نحو عام، وفي منطقتي الحدود الشمالية والجوف خصوصا إلى تشغيل المدينة الصناعية في عرعر بعد فتح المنفذ ليتسنى التعامل مع المصانع المزمع إنشاؤها في المدينة الصناعية والمطروحة للاستثمار منذ عام. وفي سياق استعداداتها لتشغيل المنفذ، أنهت الإدارة العامة للشؤون الجمركية تجهيز المعبر لفتحه مستقبلا على نحو دائم حين تكتمل الاستعدادات في الجانب العراقي لبدء العمل فيه، وذلك بتواجد جميع الجهات الحكومية السعودية وتوفر كافة الإمكانات المادية والبشرية، وتشير المصادر إلى الجاهزية لفتح المنفذ في أي لحظة، كاشفة عن الاستعانة بجهاز أشعة جديد يعد الأول من نوعه في المملكة لتفتيش مركبات المسافرين في أقل من دقيقة واحدة تفاديا لفك أجزاء من المركبة وإعادة تركيبها في حالة الاشتباه. كما ضاعفت وزارة المالية مؤخرا العمل على مشاريع المنفذ الشمالي من حيث الإنشاء والصيانة والإسكان ومناطق التخزين والاستثمار، كما أنهت وزارة النقل منذ سنوات ازدواج الطريق وصولا لمدينتي عرعر والجوف، حيث يلاحظ زائر المعبر اكتمال استعدادات الجانب السعودي بانتظار الترتيبات من الجانب العراقي لإعادة تشغيل المعبر بين البلدين. جدير بالذكر أن البضائع السعودية الصادرة للعراق تمر عبر الأردن أو الكويت، وسيؤدي مرورها عبر منفذ جديدة عرعر إلى وصولها بسرعة، كما سيخفض تكاليف النقل بنسبة كبيرة، ما يعد مكسبا لقطاع التصدير والنشاط الصناعي والتجاري في منطقة الحدود الشمالية خاصة، والمملكة على نحو عام.