سليمان بن محمد الملوحي رجل اقتصاد اكتسب من والده الخبرة، حين كان والده محمد الملوحي -رحمه الله- يملك مزرعة الملوحية في عنيزة منذ عام 1382ه ومعه عم سليمان وشقيق والده عبدالرحمن -رحمه الله- والعم إبراهيم. يقول سليمان الملوحي: كنا نسكن في الرياض ونحن صغار وكان الصيف بالنسبة لنا نقضيه في مزرعتنا بمحافظة عنيزة المعروفة باسم (الملوحية) ونعيش أسعد لحظاتنا وقد ارتبطت بهذه المزرعة منذ نعومة أظفاري وتعلقت بالزراعة من طفولتي والتي شهدت ملاعب الصبا وبدأت ميولي نحو الزراعة تظهر تدريجيا، وبعد انتهاء دراستي الجامعية كانت طفرة زراعة القمح في أوجها وقد توجهت الدولة وفقها الله لإنتاج القمح وقد شجع ذلك كل مستثمر على أن يخطو بقوة لتحقيق النجاح في الاستثمار بهذا المجال. وأضاف بدأت أخطو خطواتي الأولى في مجال الاستثمار الزراعي وكنت في سن الشباب، حيث لم يتجاوز عمري 24 سنة وقررت مع أخي الأكبر صالح بن محمد الملوحي إنشاء مشروع البيوت المحمية، حيث لم تكن معروفة في ذلك الوقت وقد جاء هذا التوجه كون البيوت المحمية لها مميزات كثيرة منها أنها تكون دائمة في كل الأوقات تعطي إنتاجا ومن مميزاتها أنها توفر المياه إلى جانب إنتاجها الغزير، وقد أنشأنا المشروع عبارة عن بيوت زجاجية على مساحة 50, 3 هكتار حوالى 35000 ألف متر مربع يتم التحكم بها كليا عن طريق الحاسب، ونفذته شركة هولندية وبعد الترخيص حصلنا على قرض من صندوق التنمية الزراعي المعروف في ذلك الوقت بالبنك الزراعي الذي كان له دور كبير جدا في دعمنا في البدايات وأخذنا القرض ونفذنا المشروع بحمد الله. ويضيف الأستاذ سليمان الملوحي قائلا: لم نتوقف أنا وأخي صالح عند هذا الحد بل توسعنا في نشاطنا الزراعي، حيث كان دعم الدولة وفقها الله للمشاريع الزراعية مشجعا للاستمرار، وهناك عدد كبير ممن استفاد من هذا التشجيع والدعم اللا محدود من قبل الدولة ونحن من بينهم، وبدأنا نفكر في توسيع المشاريع وقررنا شراء أرض على طريق حائل وأنشأنا عليها أول مشروع قمح كان ذلك في منتصف عام 1404ه وعملنا في الموقعين عنيزة وطريق حائل بقوة وحماس، وكان توفيق وعون الله معنا ثم الوقفة الكبيرة لوالدي رحمه الله (توفي عام 1424ه)، وكان بعد فضل الله يوجه ويشجع وله كلمات لا أنساها، لقد قال لي -رحمه الله- وبلهجته المحلية ((ياوليدي الزراعة فيها خير. الطير يأكل. والنمل يأكل. والعصفور يأكل وأنت تؤجر وأنت تدري ولا تدري ولا يؤخذ من رزقك شيء)) هذه الكلمات البسيطة كان لها الأثر الفعال التي دفعتني وأخي بعد توفيق الله عز وجل للتوسع بزراعة القمح لترتفع عدد المحميات إلى سبعة بيوت على مساحة 350000م.