كشف عدد من الخبراء والمحللين النقاب عن أن الجماعات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار المملكة عام 2003م كانت تستهدف بنيته التحتية ومنشآته الحيوية، مستخدمة تقنيات تفجيرية وتدميرية معقدة، الأمر الذي عزز سعيها الدؤوب لاستهداف المجمعات السكنية، لتحقيق نسبة قتل عالية جداً، هادفة من وراء ذلك الإثارة الإعلامية، والتأثير النفسي. وأكدوا أنه بعد مرور عشر سنوات من الحرب الشرسة على الإرهاب اتضحت أهمية ونجاعة السياسات الأمنية التي اتخذتها المملكة في مواجهة الإرهاب على صعيد المواجهة الواقعية، وعبر استهداف رموزه، وأيضاً عبر المواجهة الفكرية، الهادفة لتجفيف منابعه، عبر إعادة تصحيح الأفكار المشوهة التي تبنتها التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، مشددين على أن التطرف يتناقض كلية وثقافة المجتمع السعودي. وأوضحوا في الحلقة العاشرة من برنامج همومنا التي سيبثها تلفزيون المملكة اليوم الاثنين أن التحدي الكبير الذي عاشته الدولة والمجتمع السعودي، حقق استجابة إيجابية رافضة للإرهاب، والمؤامرات الخارجية، عبر تعزيز مسارات التنمية وتنويعها، والتعهد بانطلاق المزيد منها، الأمر الذي يظهر أن هذه السنوات العشر، رغم التحديات التي مرت بها الدولة، إلا أنها شكلت حالة تنموية غير مسبوقة في التطور الاقتصادي والحضاري. وتحدث الخبراء والمحللون عن حالة الاستقرار والإزدهار التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم، والحاجة إلى تقييم العديد من السياسات والإجراءات لضمان تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي بوتيرة أعلى، خاصة وأن هناك قضايا غير الإرهاب، لا زالت تشكل تحديا اجتماعيا لنا، تحصد أرواح شبابنا، كحوادث السيارات والمخدرات. وتناول الخبراء أيضا التحولات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي طرأت خلال هذه السنوات العشر، وفرضت نفسها على الجميع بلا استثناء، والتي من المفترض أن نتعامل معها بوعي، الأمر الذي يتطلب تطوير سياساتنا وخطابنا الإعلامي، بخاصة مع وجود الإعلام الجديد وتأثيراته. ولفتوا الانتباه إلى أن تحديات الإرهاب أسهمت في تطوير الأدوات الأمنية والإعلامية، وأيضاً التربوية، حيث عاشت الدولة والمجتمع حالة من التوافق الوطني الشامل، لمحاربة الإرهاب، بكل الأدوات الفكرية والثقافية والإعلامية والمعلوماتية، مؤكدين أنه وبعد عشر سنوات فإننا بحاجة لمشروع وطني للتطوير، يشمل الإعلام والتعليم والقضاء، يؤسس لمرحلة وطنية، تترجم على أرض الواقع ما حققناه من استجابة وطنية واعية لمحاربة الإرهاب.