لا تستسلم، ولا تأخذ الأمور على علاتها، تجتهد وتبحث لتجد إجابات مقنعة للأسئلة والاستفسارات الغامضة التي تجول في خاطرها، هذه الصفات قادت الشابة سارة عامر الشهري إلى تخصص الهندسة الذي تميزت فيه وأحبته فضمنت بكل ثقة وصفها بأول مهندسة سعودية متميزة. وتؤكد الشهري أن الفتيات السعوديات ناجحات بكل المقاييس، حيث أثبتن أنفسهن في شتى المجالات محليا ودوليا في زمن قياسي، كما أن لديهن الرغبة الحقيقية في مشاركة الشباب العمل وبناء الوطن، لافتة أن الفتاة السعودية تحتاج فقط من يمنحها الفرصة لتثبت جدارتها وكفاءتها، وأضافت: باعتقادي أن المرأة السعودية بشكل عام تعيش اليوم عصرها الذهبي، حيث فسحت لها المجالات أكثر من أي وقت مضى، مؤكدة أن إتاحة الفرصة بشكل أكبر سيشجعها على إثبات وجودها بشكل أفضل وفي كل مناحي الحياة. وعن رحلتها العلمية أوضحت ل «عكاظ» المهندسة سارة الشهري أنها بدأت بحب الاستكشاف والبحث الدائم عن إجابات مقنعة للأشياء التي تثير انتباهها، قائلة: منذ طفولتي المبكرة يستهويني فهم آلية عمل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية. فبدأت بفك بعض الألعاب والتعرف على أجزائها الدقيقة، وتطور الأمر حيث اتجهت لفك أجهزة أكثر تعقيدا كالجوالات. وأثناء دراستي كنت أبدي اهتماما ملحوظا بمادتي الفيزياء والرياضيات، فهما كانا حافزي الأول لاختيار تخصصي. وتضيف: بعد إنهائي للمرحلة الثانوية بتفوق أبديت رغبتي لوالدي بدراسة تخصص الهندسة، ونظرا لأن هذا التخصص كان متاحا للذكور فقط بأغلب الجامعات الحكومية اقترح والدي حفظة الله وأطال عمره الالتحاق بجامعة عفت، حيث كانت الجامعة الوحيدة التي تتيح هذا التخصص للإناث، خلال دراستي للمرحلة التمهيدية بالجامعة ظهر شغفي بالهندسة. وتؤكد الشهري أن سبب دراستها لهذا التخصص هو حلم قديم زرعه فيها والدها منذ الصغر بأن تصبح مهندسة، حيث أنعم الله عليها بتخصص دقيق هو الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات، وهو -كما تقول الشهري- من التخصصات الحديثة وخاصة للفتيات. وأشارت الشهري إلى أن المرأة السعودية تحتاج مزيدا من الدعم لإعطاء الفرصة لجيل جديد طموح من المهندسات السعوديات يساهمن في خطط تنمية الوطن وبناء نهضته، حيث يهتم هذا التخصص بالتصاميم الكهربائية وتحليل النظم المعلوماتية. وتشير الشهري إلى قيامها وزميلاتها بعمل العديد من المشاريع ومنها: السيارة التي تتبع مسارا محددا ونظام تحكم آلي بدرجات الحرارة. حيث فزن بالمركز الأول والثاني في معرض المشاريع لعام 2012 المقام في جامعة عفت، كما أقمن مشروعين مع مهندسين من داخل وخارج الجامعة عبارة عن شاحنة إطفاء آلية لمكافحة الحرائق ومواقف آلية للسيارات، ما أهلهن للحصول على شهادات من منظمة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات المعروفة عالمياIEEE. وعن تطلعاتها في المرحلة الحالية تقول المهندسة الشهري: طموحاتي في المستقبل أن أمارس تخصصي في مجال الهندسة الكهربائية والحاسبات في القطاعين العام والخاص لخدمة ديني ومليكي ووطني وإكمال الدراسات العليا، كما أطمح بأن أكون من أوائل المهندسات السعوديات اللائي يساهمن بدور ريادي أكاديميا وعمليا، من خلال سوق العمل لمواكبة الدول المتقدمة سعياً للأفضل. بالإضافة إلى إشباع طموحي بالمشاركة في تشجيع طلبة المملكة وإتاحة الفرصة لهم لتنفيذ مواهبهم وتطوير قدراتهم، لإخراج جيل واع مستنير قادر على دفع الإنتاج وتحمل أعباء النهضة في كل المجالات. وتتمنى الشهري أن تتاح فرص وظيفية أفضل للمهندسات السعوديات، مع توفير بيئات عمل مناسبة، بالإضافة إلى تمكينها من أن تستكمل بنجاح برنامجا في الهندسة الكهربائية والحاسبات من أجل اكتساب المعارف والمهارات اللازمة لتمكينها من أن تكون مهندسة متميزة في مجال التكنولوجيا التطبيقية. وتضيف الشهري أن أحد أهم أمنياتها تتمثل في إمكانية مواصلة تطوير قدراتها القيادية لتتمكن من تخصصها بشكل خاص، وتمكين المرأة السعودية بشكل عام لممارسة المهن الهندسية الناجحة لتكون عضوات فاعلات في المجتمع، يشاركن جنبا إلى جنب الرجال في تنمية الاقتصاد الوطني، والإسهام الفاعل في التنمية على مستوى الداخل والخارج.