فدوى المالكي صوت مغربي لا يختلف على عذوبته أي مستمع، استطاعت في سنوات عديدة أن يكون لها حضور في الساحة الخليجية حين شاركت بصوتها في أوبريت الجنادرية السنوي قبل عدة أعوام، كما أن غناءها مع الفنان علي بن محمد (ديو) في أغنية (أبوس راسك يا زمن) أسهم في تأكيد أدائها لكل الألوان العربية دون عوائق أمام اللهجة.. فدوى التقت بها (عكاظ الأسبوعية) فتطرقت للعديد من النقاط الهامة في مشوارها.. اكتشف والدك جمال صوتك فكان أول المعجبين بك، ماذا كان يفعل من أجلك؟ كان يسمع صوتي ويستغرب هذه الطفلة التي تغني أصعب طقاطيق أم كلثوم بهذه الدقة وبهذا الإتقان كان يسجلني, ويوجهني بالنسبة للإيقاع ويصحح أيضا طريقة نطقي, وأيضا التشكيل عندما يتعلق الأمر بقصيدة بالفصحى. وكان دائما يعاملني كأحد عمالقة الغناء لكن يمنعني أن أغني للغرباء ?نه كان يخاف على صوتي من (العين). وكنت أتعلم من ردود فعله وهو يسمع العمالقة ما هو الذوق الراقي في ا?داء. مع أن أبي لم يدرس الموسيقى ولم يتعاط مع المجال الفني لا من قريب ولا من بعيد ولكنه سميع خطير. قدمت أغنية «الأماكن» بالفرنسية، ماذا أضافت لك؟ أدركت من خلال تجربة (ا?ماكن) أن النجاح يحترم الابتكار والإبداع بكل أشكاله وأنا كونت فكرة وأتممتها ووصلت لكل الناس بشكل لم أتخيله. أوصلتني لشريحة كبيرة من الجمهور وعرفت الناس على صوتي مرة أخرى على أنه مختلف ويستطيع خلق مفاجآت في كل مرة حتى أنني نفسي تفاجأت. برامج الأصوات عرب أيدول وإكس فاكتر، هل ترين أنها إضافة للساحة الغنائية العربية، وهل تحتاج لنجوم ليقودوا لجان التحكيم؟ بالتأكيد أنها إضافة للساحة الفنية و حظ رائع للمرشحين الفائزين ولكن يتوجب عليهم تكوين شخصياتهم الفنية والمثابرة لأن الاهتمام يتطاير مع أفول شمس كل موسم من البرنامج. بالنسبة للجان أراها شيئاً إيجابيا ?ن نجومية أعضاء اللجنة تجعل الجمهور يتابع لكي يرى كيف سيتكلم نجمه المفضل عن هذا أو ذاك المرشح. وهو سلاح ذو حدين إذ من الممكن أن تزيد أو تنحدر شعبية النجم المشارك بلجنة التحكيم حسب مدى تقبل الناس له كحكم. يقول الشاعر الغنائي علي عسيري لو كنا في زمن يحترم القيمة ويحترم المعاني الحقيقية للفن، لكانت فدوى المالكي تتربع في قمة الأغنية العربية، ولكن نحن في زمن يجب أن تسهم في تعرية الفن لتكون فاعلا في مسيرة التشويه الفني؟ لابد أن أحيي الشاعر علي عسيري على قناعته الكبرى بموهبتي وإحساسي وصوتي. لكن أقول له لا تقلق لأن الفقاعات تزول ولا يبقى إلا ما يؤثر في الروح والوجدان. وأنا أغني للروح والوجدان والقلب. النجومية بشكلها التافه لا تعنيك، ما الذي يعنيك وإلى ماذا تطمحين؟ أنا يعنيني نجومية الإحساس وتسيد الصدق للأداء ويعنيني احترام الجمهور والتواضع له لأنه هو من يصنعنا. أما النجومية التي تقضي بدخول المطرب مكانا محاطا ب 20 حارساً كأنه داخل على أعدائه فأراها مبالغة تافهة لا مبرر لها بتاتا. النجومية هي الإبداع وهي القبول عند الناس وهي القدرة على المشي وسط الجمهور دون نظارات سوداء. أنت قريبة من الساحة الغنائية الخليجية بشكل كبير، ترى ما الأشياء التي تتمنين اختفاءها منها، ومن هي الأسماء التي تطمحين أن تتعاوني معها. هناك أشياء أتمناها في الساحة العربية عموما وهو أن تتوفر حصص كثيرة للبروفات مع الفرق الموسيقية حتى تحصل السلطنة والطرب و الاتقان على المسرح أو في اللايف عموما. أتمنى التعامل مع كل من يرى منطقة مختلفة في صوتي وفي شخصيتي الغنائية. لا يهمني مدى شهرة الشاعر أو الملحن بقدر ما يهمني المادة التي أغنيها. قدمت دويتو مع الفنان علي بن محمد في (أبوس راسك يا زمن)، هل الدويتو كتجربة تستحق التكرار دائماً، وهل تفكرين في هذا ومع من؟ نجاح هذه التجربة بشكل كبير يجعلني أتردد ألف مرة قبل تكرارها. لكن هذا لا يمنع من الاستماع لأي اقتراح جديد. وطبعا تكرار التجربة مع علي بن محمد بالذات أوافق عليها دون تردد. أنتهيت من أعمال جديدة مؤخراً، وصورت إحدى أغنياتك، ما التفاصيل؟ انتهيت من إعداد ماستر شريطي الجديد الخليجي (يا مفسر الأحلام). وأتعاون فيه مع نخبة من الشعراء والملحنين وعلى رأسهم ناصر الصالح و مطر علي و عبد الله أبو راس و علي عسيري و نواف الجمعان وأحمد عبد الله ومفاجآت كثيرة، وانتهيت من تصوير غلاف البومي مؤخرا. و سيصدر البومي قريبا مع شركة روتانا للصوتيات. وسوف نصور قريبا مجموعة من أغاني ا?لبوم. كما سيصدر لي سينغل آخر بعد تجاربي الناجحة في كليب (على باله) لحن ناصر الصالح وكلمات عبدالله أبو راس؛ وبعد السينغل المصري (فكرة غلط) كلمات نادر عبدالله ولحن وليد سعد. والكلبان كانا من إخراج محمد جمعة وتم التصوير ببيروت وضواحيها.