اختتم في جدة أمس ملتقى «العاملات المنزليات بين الضرورة والحاجة والحقوق الغائبة» الذي نظمه فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة وشارك فيه مختصون من عدة جهات حكومية ومدنية تحت شعار «من أجل بلدي أعمل» . وقدم المختصون على مدى يومين عدة أوراق عمل ناقشت قضايا حقوق العمالة المنزلية وأصحاب العمل ودور الأسرة والمجتمع في تغيير الصورة المغلوطة عن تعامل الأسر السعودية مع العاملات المنزليات ودور الخادمات في العنف ضد الأطفال وواجبات الجهات الرسمية والمدنية في التعامل مع قضايا العاملات المنزليات. وقدم المقدم الدكتور خالد مطر من شرطة جدة في اليوم الأول للملتقى ورقة عمل بعنوان «الفحص الطبي الشرعي للطفل المعتدى عليه»، وأشار فيها إلى أن العنف لا يستحدث من العدم ولا يعتبر حالة ذاتية فلابد من وجود مؤثرات خارجية تؤثر على الذي يرتكب العنف ضد المعنف. وقدم الباحث عبد الله العبيلي ورقة بعنوان «التأهيل النفسي للطفل بعد الاعتداء» ، تحدث فيها عن العنف الخفي الذي يمارس من قبل الأسرة عن طريق الخادمة أو بسبب وجود الخادمة داخل الأسرة حينما توكل إليها مهمة العناية الكاملة بالأطفال حيث تصبح سببا في وجود العنف، لأنها تكون اللصيق المباشر للأبناء الأمر الذي يسبب انفصالا عاطفيا بينهم وبين أمهاتهم. وسلط المفتش العمالي في وزارة العمل حامد محمد الجهني في ورقته الضوء على نظام العمل في المملكة والاتفاقيات التي وقعت عليها المملكة في مجال حقوق العمالة المنزلية وجهود الوزارة المستقبلية في هذا المجال. وتطرق المحامي خالد أبو راشد في ورقة عمل قدمها بعنوان «الحقوق الغائبة للعاملة» ، إلى حقوق العاملات المنزليات وآليات التقاضي بالنسبة لهن. وبدورها تحدثت مديرة القسم النسائي في هيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتورة جواهر النهاري عن وجود الخادمة في المنزل، مشيرة إلى أن الأسر حتى الصغيرة منها أصبحت لا تكتفي بخادمة واحدة فقط، بل بات يتعدى عدد الخادمات عدد أفراد الأسر في بعض الأحيان. وسلط العقيد طلال صيدلاني مدير الدراسات الجنائية الضوء على دور الأجهزة الأمنية في التعامل مع قضايا العنف. وأشار فيها إلى أن العنف يصدر من شخص تجاه شخص آخر لسبب معين قد يكون ذلك سببا نفسيا أو اجتماعيا أو غيرها. فيما تناول طلال الزهراني دور التحقيق الجنائي في جرائم العنف. وألقى خالد الحربي الضوء على الدور الذي تمثله إدارة الجوازات في الحد من ظاهرة هروب العاملات.. واختتم الملتقى بورقة عمل سلط فيها الباحث الحقوقي معتوق الشريف الضوء على دور وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف بقضايا العاملات المنزليات ودور المجتمع في إبراز الصورة الحقيقية للتعامل مع العاملات المنزليات مطالبا الجهات الرسمية والمدنية بنشر الثقافة بشأن دور العاملات المنزليات ونشر الاتفاقيات الحقوقية وتفعيل دور مكاتب توعية الجاليات في الحد من مشكلات العاملات المنزليات والعنف ضدهن.