تكتظ أروقة العيادات الخارجية بمستشفيات حائل يوميا بأعداد كبيرة من المراجعين الذين يظلون ينتظرون لساعات طوال لمقابلة الأطباء وتلقي العلاج، حيث يتكدسون بأعداد كبيرة على ممرات مستشفيات حائل، وذلك بسبب قلة الأطباء لا سيما الاختصاصين، في مقابل الزيادة المضطردة في أعداد المراجعين، ما أدى إلى تذمر وسط المراجعين الذين ظلوا يشتكون من الأوضاع المزرية التي وصلت إليها مستشفيات المنطقة، مشيرين إلى أن مستشفى حائل العام انتهى عمره الافتراضي وأنهم يخافون من أن ينهار يوما فوق رؤوسهم يوما إلى جانب النقص في الأجهزة والمعدات والكادر الطبي. يقول خالد الشمري إن العديد من مراجعي المستشفى العام في منطقة حائل يعانون من الوضع المزري للمستشفى في كافة النواحي، مبينا أن المبنى تجاوز العمر الافتراضي منذ زمن طويل، إذ إن المنطقة لها أكثر من 50 عاما في انتظار مبنى المستشفى العام الجديد الذي يقع في جنوب حائل، لافتا إلى أن هذه المباني تعتبر تالفة منذ فترة طويلة، فمن يأتي لزيارته يضع يده على قلبه حتى يخرج منه خوفا من سقوطه فوق رؤوسهم. ويقترح كل من ضافي المحمد ومهل الجهني وتركي السالم، أن ينقل مستشفى حائل العام إلى أي مبنى آخر ريثما يجهز المستشفى الجديد، وأضافوا «في رأينا أن هذا هو الحل السليم؛ لأننا لم نر أي تحرك من قبل إدارة الشؤون الصحية بالمنطقة لخدمة المرضى بشكل صحيح إلى جانب النقص الواضح في الأدوية والنظافة والأجهزة الطبية، حيث نلحظ عدم قدرة المبنى على استيعاب كل هذه الأجهزة، كذلك نلاحظ عدم وجود الكادر الطبي المتخصص لكثير من الحالات والأمراض». آثار سلبية أما فايز التميمي (مريض السكري) فيقول: «أوقفت مراجعتي بسبب تصدعات العيادات الخارجية والخوف من انهيار المبنى وسقوطه في أية لحظة. فيما أكد عياد الحربي أن مستشفيات حائل يزداد عدد مراجعيها إلى ما يفوق 600 مراجع يوميا، لذلك يجب التأكيد على أن المستشفيات في المنطقة غير كافية لاستيعاب كل هؤلاء المرضى إذا إن لها طاقة محدودة ولا يمكن أن تتجاوزها، إضافة إلى أننا نعاني من طول المواعيد لمقابلة الاختصاصيين بسبب زيادة أعداد المراجعين، يعني أن ذلك له آثارا سلبية على المرضى. غياب النظافة وينتقد حمود الشمري، عدم اهتمام المسؤولين في مستشفى حائل العام بإجراء الصيانة الدورية على الحمامات وكذلك تجديد ملابس المريض، كذلك عدم اهتمامهم بمعاناة المرضى من النقص الواضح في الاختصاصيين، إلى جانب الكوادر الطبية الأخرى، ما يزيد المريض معاناة مع معاناته المرضية، مشيرا إلى أنهم يلحظون ذلك في العيادات الخارجية وفي أقسام الطوارئ، ما يعني النقص الواضح في الكادر الطبي، كما أن هناك أقساما مرضية غير موجودة أصلا؛ منها قسم العظام بسبب عدم وجود كادر طبي متخصص، مشيرا إلى ضرورة أن يكون المستشفى متكاملا في كل أقسامه. يؤكد سعود عبدالعزيز عدم وجود كثير من الأدوية في صيدلية المستشفى، مبينا أنه كثيرا ما يشير إليه صيدلي المستشفى بعدم وجود دواء السكري والضغط والصرع الذي يعاني منه، ما جعله يلجأ دائما للصيدليات الخارجية. وفي مستشفى الملك خالد بحائل يشتكي كذلك المراجعون من طول انتظارهم لمواعيد مقابلة الاختصاصيين، مشيرين إلى أنها أحيانا تصل إلى شهور، مما يتسبب ذلك إلى اتجاه مواطني حائل إلى المستوصفات الخاصة، ودفع مبالغ باهظة للبحث عن العلاج. وخلال الجولة، رصدت «عكاظ» معاناة كبيرة للمراجعين بسبب الازدحام في العيادات الخارجية، وعدم التنظيم وقله الكادر الطبي وقلة الأدوية. الأدوية التجارية أوضح مصدر في إدارة الشؤون الصحية بحائل ل«عكاظ»، أن الشؤون الصحية تعمل الآن على حل إشكالية تأخير المواعيد، نافيا بشدة النقص في الأدوية المعتمدة من وزارة الصحة، مؤكدا توافرها، مشيرا إلى النقص في بعض الأدوية ذات الأسماء التجارية، وأضاف «ولكن البدائل موجودة».