دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي قيادات الأمة الإسلامية ورجالها المخلصين الحريصين على وحدتها واستقرارها إلى مضاعفة الجهود في احتواء الطائفية التي أصبحت هاجسا مروعا للأمة، قبل أن تتفاقم وتتحول إلى مشروع بديل عن مشروع العمل للإسلام والدفاع عن قضايا الأمة الكبرى، ويقطع التواصل بين فئات المسلمين، ويجند الطاقات المادية والبشرية لتعمل في غير طائل، بل المزيد من التأزم والضعف والخذلان أمام الأعداء. وقال الدكتور التركي في افتتاح المؤتمر العالمي لتعليم القرآن الكريم (المنهج القرآني في تعليم القرآن)، أمس، في المنامة: «إن إثارة النزعة الطائفية لتأجيج الصراع في أوطان المسلمين أمر في غاية الخطورة، إذ يصيب أبناء الأمة بحالة من الإحباط، ويخيب أملهم في التعافي من حالة الضعف التي يعيشونها، فضلا عن الصورة السيئة التي تنطبع عن المسلمين في أذهان غيرهم، فيزدرونهم ويزدادون حذرا منهم ونفورا من دينهم». وأشاد الدكتور التركي بحرص ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على لم شمل أبناء البحرين والتصدي للطائفية البغيضة التي تسعى للتفريق بينهم. وتطرق الدكتور التركي إلى التربية القرآنية، موضحا أن الأمة الإسلامية تحولت بالتربية القرآنية من أمة أمية إلى أمة قارئة حاسبة كاتبة متعلمة بحاثة غواصة تقدر العلم وتنشد المعرفة، ومشيرا إلى أن ما أصاب الأمة من التراجع عن هذا المقام المحمود إلا من تراخي صلتها بتوجيهات القرآن، وبين أن المسلمين أحوج ما يكونون إلى التربية القرآنية التي بها يستعيدون لحمتهم ورابطتهم الإسلامية. وثمن الدكتور التركي ما تبذله المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، من جهود في خدمة القرآن الكريم والعناية به، مقدما شكره لمملكة البحرين على استضافة المؤتمر، برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وما تبذله من جهود في خدمة القرآن، مقدما شكره للشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة على افتتاحه واهتمامه ومتابعته لأعماله منذ بداية فكرة تنظيمه في البحرين، ولوزير العدل والشؤون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة على حسن التعاون والتنسيق مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في عقد هذا المؤتمر المتميز. من جانبه، رحب الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين بالمشاركين في المؤتمر، ونقل لهم تحيات وترحيب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكدا أن البحرين تؤكد العهد مع كتاب الله، وتجعل من خدمته أحد دروب أصالتها وعزتها وتقدمها، مشيرا إلى أن إصلاح الدنيا والآخرة مرهون بخدمة كتاب الله، وقدم شكره لرابطة العالم الإسلامي وللهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم على الجهود المشتركة في تنظيم المؤتمر. أما وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في البحرين الشيخ خالد بن علي آل خليفة، فأكد موقع رابطة العالم الإسلامي لدى شعب البحرين وحكومته ومؤسساته الإسلامية، مشيرا إلى أن المؤتمر كان مناسبة لاجتماع نحو 250 عالما وباحثا من مختلف أنحاء العالم لخدمة كتاب الله، موضحا أهمية المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم. كلمة المشاركين ألقاها وزير الأوقاف المصري الدكتور طلعت عفيفي الذي أكد على وجوب التمسك بالقرآن والعمل به تطبيقا وسلوكا، معبرا عن شكره لمملكة البحرين على استضافتها المؤتمر في إطار جهودها لخدمة كتاب الله الكريم. وعقب نهاية الحفل، افتتح المعرض المصاحب الذي تشارك فيه 20 جهة تعمل في خدمة القرآن الكريم. ويشهد المؤتمر، اليوم، جلستين الأولى برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية الدكتور إبراهيم الزيد، ويتحدث فيها الدكتور عبدالكريم إبراهيم صالح «التدبر والعمل بكتاب الله ووسائل غرسهما في النفوس»، والدكتور أيمن رشدي سويد «حفظ القرآن عبر العصور كما أنزل مقروءا ومكتوبا»، والدكتور عبدالهادي حميتو آسفي «أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم». والجلسة الثانية، برئاسة عضو هيئة كبار علماء الأزهر الدكتور محمد مختار المهدي، ويتحدث فيها الدكتور محمد أحمد بوركاب عن «طرق تلقي القرآن عن النبي وأثرها في المحافظة على النص القرآني والاستقامة على منهجه الرباني»، والدكتور أحمد قاسم كسار «أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن.. الكتابة والتدوين نموذجا»، والدكتور غانم قدوري الحمد «تعليم الوفود إلى المدينةالمنورة القرآن الكريم.. عرض وتحليل». وعقدت الجلسة الأولى، البارحة، ورأسها عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين الدكتور عبداللطيف آل محمود، وتحدث فيها الدكتور فهد الرومي «الإيمان وأثره في تعلم القرآن الكريم وتعليمه»، والدكتور عبدالسلام مقبل المجيدي «أصول التعليم القرآني في المنهج النبوي»، والدكتور مأمون الزاكي «بيان القرآن الكريم.. رؤية منهجية في الفهم والتدبر والعمل».