رست في ميناء جدة الإسلامي أمس سفينة السلام اليابانية (Peace Boat) وعلى متنها أكثر من ألف شخص من اليابانيين والجنسيات الأخرى من مختلف الأعمار، وانضم اليهم عشرة شبان سعوديين لدى مغادرة السفينة الميناء بعد زيارة استمرت 8 ساعات في إطار جولتها البحرية على عدد من دول العالم بهدف تعميق ثقافة السلام ونشرها بين شعوب العالم. وكان في استقبال ركاب السفينة بالميناء وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ووكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية يوسف السعدون ومدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة السفير محمد طيب ومدير عام ميناء جدة الكابتن ساهر طحلاوي. وتم تنفيذ برنامج متكامل في ثلاثة مواقع برصيف الميناء تضمن فعاليات ثقافية لركاب السفينة عقب نزولهم من السفينة حيث تم تخصيص الموقع الأول بجوار السفينة وهو عبارة عن خيمة بداخلها سوق لمعروضات الأسر المنتجة والهدايا والتحف أتاحت لركاب السفينة التسوق والشراء والاطلاع على محتوياته. وأقيم بالموقع الثاني مخيم الصحراء الذي جهز لاستيعاب ركاب السفينة كافة، حيث شاهد الركاب عددا من العروض الفلكلورية والفنون الشعبية والثقافية التي تتميز بها مناطق ومحافظات المملكة. عقب ذلك تم اصطحاب 150 من ركاب السفينة للموقع الثالث ببرج الميناء حيث أعد حفل ترحيبي بهذه المناسبة ألقى في بدايته الدكتور مدني كلمة عبر فيها عن سروره بزيارة السفينة لميناء جدة للمرة الثانية. وأكد حرص المملكة المستمر واهتمامها برعاية السلام ونزع أسلحة الدمار الشامل التي تجسد رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنشر السلام في مختلف دول العالم دون النظر للعرق أو الدين أو اللون وتطلعه إلى نشر التعاون والألفة والتفاهم والحوار بين أتباع الأديان والتقارب بين الشعوب وإزالة حواجز سوء الفهم والتأكيد على أهمية احترام الخصوصية الثقافية والدينية ونشر التسامح. ثم ألقى مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأمين العام المكلف لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا فيصل بن عبدالعزيز بن معمر كلمة قال فيها إن زيارة سفينة السلام تؤكد على تميز العلاقات السعودية اليابانية التي تجاوزت العلاقات الدبلوماسية إلى علاقات تفاهم حضاري وتواؤم حول القضايا المختلفة كإشاعة السلام ونبذ الصراعات والتفكك حرصا على استمرار رفاهية الشعوب في إطار ثقافات مبنية على الحوار والتعايش. ثم ألقى يوسف السعدون كلمة أشار فيها إلى ما تنعم به المملكة من وجود الحرمين الشريفين والأمن والاستقرار وأن من يعيش على أرضها فخور بقيادته وقيمه وعاداته. وقال إن المملكة أولت اهتماما كبيرا للاستثمار في الموارد البشرية حيث يشكل الشباب والشابات أكثر من نصف سكان المملكة يعمل على تعليمهم وتدريبهم. وأكد السفير محمد طيب في كلمته حرص المملكة على استقرار العالم وإشاعة السلام. وأعلن عن مرافقة عشرة من شباب المملكة لركاب السفينة في سفرها من جدة إلى برشلونة للمشاركة في فعاليات سفينة السلام اليابانية في إطار جولتها العالمية. وأوضح ل«عكاظ» وكيل امارة مكة لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح أن الشباب السعوديين العشرة الذين رافقوا ركاب سفينة السلام وهم؛ ريان سمان، محمد المحمد، عبدالرحمن مطر، نايف الحمود، ماجد الظاهري، يزيد الشاوي، محمد البكري، عبدالرحمن الدغفق، عبدالعزيز الشلهوب، نايف المالك، والذين يرافقهم المشرفان باسم الحبشي وسلطان الثقفي، سيقومون بإيصال رسالة المملكة أثناء تنقل السفينة بين بعض دول العالم لمدة اسبوعين. وأشار الى أن محطتهم الأولى ستكون إيطاليا تليها قبرص ثم برشلونة ثم يعودون الى المملكة. وعن زيارة سفينة السلام لميناء جدة قال إنها وصلت الى أرض السلام وتمت استضافتها بموافقة من خادم الحرمين الشريفين، مشيرا الى أنه كتبت على السفينة عبارة «نحن قارب السلام نؤيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين الأديان والحضارات من أجل سلام عالمي دائم».