أعلنت أرامكو أمس أنها بدأت الإنتاج من حقل منيفة، قبل الموعد المقرر له بثلاثة أشهر، وبأقل من التكاليف المعتمدة. ومن المتوقع أن تصل معدلات الحقل الإنتاجية إلى 500 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يوميا بحلول شهر رمضان المبارك من عام 1434ه، الموافق لشهر يوليو المقبل. ومن المقرر أن يبلغ الحقل كامل طاقته الإنتاجية البالغة 900 ألف برميل يوميا مع نهاية عام 2014م، علما أن الطاقة الإنتاجية الإجمالية من الزيت الخام لأرامكو السعودية ستبقى في معدلاتها السابقة قبل تشغيل الحقل. وكان وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، يرافقه أعضاء المجلس، قد تفقد مشروع تطوير حقل منيفة في شهر أكتوبر الماضي ودشن وحدات حقن المياه المعالجة تمهيدا لبدء الإنتاج في هذا الحقل الذي يعد واحدا من أكبر حقول النفط في العالم. ويتميز مشروع تطوير حقل منيفة بتصميمه الهندسي المبتكر فريدا من نوعه، إذ أعطى أولوية للمحافظة على البيئة البحرية وخفض التكاليف اللازمة لتطوير طاقة الحقل الإنتاجية بصورة مثلى، فهو الحقل الوحيد في العالم الذي صمم لتشمل بنيته التحتية 27 جزيرة اصطناعية تربطها مجموعة من الجسور بأطوال يبلغ مجموعها 41 كلم، أنشئت من أجل الحفاظ على دوران المياه في خليج منيفة، مكن هذا التصميم المبتكر المحافظة على محاضن الحياة البحرية والبيئة الطبيعية ودورة الحياة في المنطقة البحرية للحقل. كما سيشمل المشروع بناء مرفأ نموذجي للصيادين في دارين ومنشأة لاستزراع الأسماك في رأس أبو علي. وقد استخدمت في المشروع أفضل التقنيات في أعمال البنية التحتية وفي مجال الحفر والإنتاج. وحقق فريق تطوير الحقل حوالى 80 مليون ساعة عمل دون وقوع إصابات تذكر، ويعتبر ذلك من أعلى سجلات السلامة عالميا وهو ما أهله للحصول على جائزة المشروع الابتكاري في مجال النفط على مستوى العالم للعام 2012م. وسيشمل المشروع بناء معمل عالي الكفاءة للتوليد المزدوج للبخار والطاقة الكهربائية بطاقة تبلغ 420 ميجا واط. وهنأ المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، مسؤولي وموظفي بمشروع تطوير حقل منيفة على تحقيقهم نجاحات كبيرة فيه، عبر الوصول إلى نسبة عالية من السعودة في أعمال التشغيل، ومحافظتهم على معايير الجودة العالية في التنفيذ التي تميز مشاريع الشركة، والمحافظة على سجل سلامة مشرف في جميع مراحل المشروع، وتحقيقهم خفضا في التكاليف، وبدء الإنتاج قبل الموعد المحدد. وأكد الفالح أن مشروع تطوير حقل منيفة يعد مثالا ساطعا في تاريخ أرامكو السعودية في إدارة المشاريع العملاقة، فقد فتح صفحة جديدة في مجال الابتكار والتطوير التقني والإبداعي، كما كان نموذجا في تجسيد قيم الشركة وعلى رأسها قيمة المواطنة من خلال الحرص على الحفاظ على البيئة والسعودة وتوطين المشتريات، إذ تجاوزت نسبة المواد المصنعة محليا أكثر من نصف قيمة المشتريات الأجمالية. وثمن الفالح برامج التدريب التي تقدمها الشركة للشباب السعوديين على أحدث التقنيات في أعمال تصميم وإنشاء وتشغيل المشاريع النفطية العملاقة والمتطورة.