الحزب الاشتراكي الذي تأسس في أكتوبر 1978 في الجزء الجنوبي من اليمن يعتبر أحد مكونات اللقاء المشترك والذي نجح في التعامل مع الوضع اليمني الشائك الذي عاشته ل 22عاما، وكان صاحب القرار الأول في الانضمام إلى شباب الساحة في أوساط الأحزاب السياسية في مطلع عام 2011م. وفي الحوار الوطني الذي يعاود انطلاقته اليوم في صنعاء، ظهر الحزب الاشتراكي بأطروحاته حول القضية الجنوبية بقوة وتمسكت قياداته بفكرة الفيدرالية في الجنوب كونها ترى في الدولة الاتحادية (الفيدرالية) مستقبلا أفضل لليمن وهو ما على يبدو هو الخيار الذي ستجمع الأحزاب عليه في نهاية المطاف، خاصة أن الفيدرالية ستمنح المناطق والأقاليم الاستقلالية الكاملة في إدارة مواردها وتنميتها وهو ما سيخلق جوا تنافسيا استثماريا. ومع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أضحى مقترح الحزب الاشتراكي إزاء «الفيدرالية» كحل للقضية الجنوبية يتصدر الأفق اليمني خاصة بعد ورود معلومات أن حكومة الوفاق ستقدم إلى مؤتمر الحوار رؤية اقتصادية تتضمن تقسيم اليمن إلى مناطق وأقاليم اقتصادية. ويرأس الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور نعمان الذي يحظى باحترام كل اليمنيين ويرون فيه رجل اليمن العاقل والمتزن خاصة أن «الاشتراكي» هو الحزب الوحيد الذي قدم قائمة متزنة وملتزمة بكل القوانين والإجراءات التي حددتها لعضوية الحوار الوطني. ويمتلك الحزب الاشتراكي الذي يشارك في الحوار ب37 عضوا مشروعا ديمقراطيا، يتجاوز المشاريع التفكيكية والطائفية والمذهبية والقبلية ويقوم على أساس تحقيق الانتقال للديمقراطية والتحديث وبناء الدولة الوطنية الاتحادية المدنية الحديثة كدولة للنظام والقانون والمؤسسات. ويعترف الحزب بأن شأنه كسائر الأحزاب، يعتبر كيانا سياسيا حيا يتفاعل بالتأثر والتأثير مع محيطه وحراك الواقع (في الجنوب والشمال)، وتجربته لا تخلو من الأخطاء والنواقص، والتي تستعدي بالضرورة التقييم والمراجعة المستمرين، لما من شأنه التصويب والتجديد الدائم لرؤيته البرنامجية وعلاقته بالقوى السياسية وبالجماهير ومنظماتها المدنية وحياته التنظيمية، ليواكب تطلعات الشعب وحركة الواقع في التغيير والثورة الشعبية السلمية والحل العادل للقضية الجنوبية وقضايا الوطن عامة. والسؤال هل ينجح الحزب الاشتراكي في بلورة الأفكار للوصول لمشروع الفيدرالية في اليمن؟.