لم تكن تتوقع العمالة الوافدة المخالفة أن تنجلي أزمتها، التي بدأت بتطبيق الجهات المختصة حملات لتصحيح أوضاعهم، بهذه السرعة، بعد أن عاشوا أياما من الترقب والحذر، معتبرين المهلة التي قدمها لهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كافية لتعديل شؤونهم والالتزام بالنظام. وهذا ما عبر عنه عدد من العمال الذين لا يعملون مع كفلائهم، مؤكدين أنهم سيستغلون المهلة لتصحيح أمورهم بدلا من البقاء بطريقة مخالفة، متوقعين أن نحو خمسة ملايين عامل في المملكة تناقلوا نبأ المهلة في سرعة متناهية، قد لا تتجاوز بضع دقائق. وأوضح اليمني عبدالملك حسين أنه عاش حالة من الإرباك والترقب بتطبيق الجهات المختصة حملة تصحيح أوضاع العمالة، ولم يتنفس الصعداء إلا بقرار المهلة الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، لافتا إلى أنه وقف أمام خيارات عدة أثناء تطبيق الحملة لأنه لا يعمل مع كفيله، منها حزم الحقائب والعودة إلى بلاده التي لا يعرف عنها شيئا. وقال: لكن حالة الإرباك لم تستمر طويلا، وما هي إلا أيام معدودة حتى جاء قرار المهلة، فوجدتها فرصة لتصحيح الوضع، وها أنا أتردد على الدوائر الحكومية لاستكمال أوراقي، ولأعيش نظاميا في البلد الذي قضيت فيه أكثر من 15 عاما. لافتا إلى أن قرار المهلة السريع جاء بالنسبة له بمثابة طوق النجاة. إلى ذلك، بين المصري محمد إبراهيم أنه عاش حالة من الإرباك بتنفيذ حملة تصحيح وضع العمالة المخالفة، لأنه لا يعمل مع كفيله، بيد أن حالة القلق لم تستمر طويلا، بعد المهلة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لتصحيح الأوضاع. وأفاد إبراهيم أنه فكر أن يعود بأسرته إلى بلده، لكنه لم يستطع لعدم تحضيره لهذه الخطوة بطريقة كافية، مؤكدا أنه سيحرص على الاستفادة من قرار المهلة بتصحيح وضعه، مفضلا البقاء نظاميا في المملكة وقرب الحرمين الشريفين على العودة إلى مصر التي تعيش وضعا استثنائيا حاليا. بدوره، أكد منير عامر والابتسامة على محياه بعد أن فارقته أثناء الحملة أنه سارع في تصحيح وضعه للاستفادة من المهلة التي حددها قرار خادم الحرمين الشريفين، لافتا إلى أنه فضل التواري عن الأنظار وعدم الذهاب إلى العمل خشية ضبطه مخالفا، ملمحا إلى أن العمال تناقلوا نبأ المهلة في سرعة قصوى، وفي غضون بضع دقائق. وقال: نحن لسنا ضد النظام، ومن حق أي بلد يتخذ الإجراءات التي يراها تصب في مصلحته، وأبناء البلد هم الأحق بالعمل والوظائف من غيرهم، لكن وجودنا بطريقة مخالفة في الفترة السابقة كان خارجا عن إرادتنا، موضحا أنهم حريصون على تصحيح أوضاعهم في الفترة المقبلة والبقاء بطريقة نظامية بدلا من العيش في خوف وحذر. من جهته، ذكر الباكستاني جاويد علي أنه حريص على الإقامة في المملكة بطريقة نظامية، ملمحا إلى أنه عاش فترة الحملة في خوف وترقب، ولم يهدأ له بال إلا بصدور قرار المهلة. وقال جاويد: كفيلي لديه عمالة كثيرة من جنسيات مختلفة، ونعيش وضعا حرجا عند تجديد الإقامة، ونتمنى أن يعدل أوضاع مؤسسته حتى نستمر في المملكة التي نعيش من خيرها وننفق على أسر عدة في باكستان لا مصدر دخل لهم إلا ما يصلهم من أبنائهم المقيمين في السعودية، متمنيا أن يتمكن من استغلال المهلة المقدمة لهم من خادم الحرمين الشريفين لتصحيح أوضاعهم قريبا. وكشف الباكستاني مؤمن خان أنه عاش خلال تطبيق حملة تصحيح أوضاع العمالة التي انطلقت خلال الفترة الماضية حالة من الخوف لانتهاء إقامته لأن المؤسسة التي يعمل لديها في النطاق الأحمر، مستدركا بالقول: لكن فرحتنا كبيرة بالمهلة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لتصحيح أوضاعنا، متمنيا أن يتمكن من استغلالها في تصحيح وضعه حتى يعيش نظاميا في البلاد. وأشار كل من سوهاج مياه شمس، محمد عثمان، دولال كفيل الرحمن، صديق الرحمن وهم من الجنسية البنغلاديشية إلى أنهم عاشوا حالة من الخوف ولزموا مساكنهم في الخبر وعدم مغادرتها حين تناهى إلى مسامعهم تطبيق حملات تصحيح العمالة المخالفة، ملمحين إلى أن بيع التأشيرات سبب لهم أزمة كبيرة، خصوصا أن قيمة التأشيرة تتراوح بين «15 – 17» ألف ريال، ما يجعل العامل عاجزا عن الوفاء بها حتى لو عمل لسنوات عدة، فضلاً عن قيمة التجديد وما يصاحبها من رسوم أخرى. وتأمل تلك العمالة من كفلائهم تصحيح أوضاعهم والسماح لهم بمزاولة المهن التي قدموا من أجلها لا أن يكلفوا بما لا يطيقون من أعمال أخرى.