تشعر أن مفاصل سيارتك تئن وأنت في طريقك إلى عمق حي الغزالة ذي الطبيعة الجبلية شمالي مكةالمكرمة، وقبل أن تصل إلى مدخل الحي تغيب معالم الطريق وتصبح التضاريس الوعرة والمباني العشوائية هي سيدة الموقف، إذ أن الحي يعد من المواقع العشوائية. وأجمع عدد من سكان الأحياء العريقة في العاصمة المقدسة أن هناك عشوائيات بدأت تعلن عن نفسها في أطراف مكةالمكرمة بعد أن شهدت أحياء وسط العاصمة المقدسة مشاريع تطويرية عملاقة. وأضافوا أن الأفارقة الذين كانوا ضمن نسيج سكان حي الرصيفه ونظيره حي المنصور منذ نحو 25 عاما ارتحلوا من هذه الأحياء إلى حي الغزالة، مؤكدين أن البنايات العشوائية ذبحت ملامح الحي الجبلي وأصبحت سمة له بواسطة هؤلاء الوافدين. وتابعوا أن ظاهرة العشوائيات الجديدة أصبحت تشكل هاجسا لدي سكان حي الغزالة والمناطق التي أصبحت بين عشية وضحاها ملجأ للوافدين من مخالفي أنظمة العمل والإقامة، والبناء المخالف على قمم جبال أحياء حي الغزالة. وأوضح ل«عكاظ» المتحدث الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة عثمان مالي أن حي الغزالة أحد المواقع العشوائية الناشئة حديثا، موضحا أن رئيس بلدية العمرة الفرعية خاطب ادارة الأمن الوقائي للمشاركة بقوة أمنية من أجل المشاركة في التصدي لحالات البناء العشوائي، لافتا إلى أن البلدية لا تستطيع وحدها مباشرة مثل هذه التعديات من غير غطاء وحماية أمنية، خاصة أن هناك حالات سابقة تعرض فيها عدد من العاملين في البلديات والتعديات للضرب والاعتداء، وهذه الوقائع مسجلة رسميا وجار التنسيق حسب المعتاد والتعاون المشترك. من جهة أخرى أوضح ل«عكاظ» مصدر في بلدية العمرة أن البلدية لديها رصد كامل لجميع المواقع في حي الغزالة والأحياء الواقعة شمال مكةالمكرمة وتقع في حدود نطاق البلدية ورصد لجميع المباني العشوائية والمناطق التي لم تسلم من الزحف العشوائي، لكن لا تستطيع القيام بعملها في إزالة تلك التعديات ما لم تتضافر الجهود من الجهات المعنية ومنها الجهات الأمنية.