أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بالوحدة، وقال: «من أنعم النظر في حضارات الدول، واستقرأ أحوال السوابق الأول، وتمعن في تقلب الأحوال، الوحدة والاتحاد بين أبناء الوطن من مختلف البقاع والوهاد»، وتساءل: «وهل مجد الأوطان إلا بوحدة بنيه الصادقين الذين نحلوه حبات الفؤاد ليبلغ من مراضي الله القمم والأطواد؟». وقال، في خطبه الجمعة بالمسجد الحرام أمس: «الوحدة الدينية والوطنية من الضرورات المحكمات، والأصول المسلمات، كما هي من أساس الأمن والاطمئنان، ودعائم الحضارة والعمران، بل هي معراج لبلوغ مرضاة الديان». وحذر الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين من الفتن، وقال: «في هذه الآونة الداكنة، التي تلاطمت أمواجها، وامتزج نميرها بأجاجها، وأعنقت فيها الفتن أجيادها، واستصرخت في بعض الأصقاع أجنادها، حتى غدا شأن الأمة في أمر مريج، والحق والباطل على بعد ما بينهما في مزيج، تشرئب فتنة من عظائم الفتن البتراء، المنذرة بالمهالك الغبراء، قاصمة دهياء ومحنة شوهاء، هي فتنة التفرق في الدين بين العباد، وخرق وحدة الأوطان والبلاد». وأضاف «هذه المرحلة تلقاء العصيبة في الأمة من استحكام الأهواء والتحزب والتمزع، ونوب التفرق والتعصب والتوزع، لزم العودة الجادة إلى أصول شريعتنا البلجاء، والاحتكام إلى ثوابتها الشماء، ففي رحاب الشريعة الغراء تنتفي التعصبات العرقية، والنعرات الطائفية، والحزبيات والتصنيفات الردية، والأهواء الزرية، كما تنتفي انعزالية القرطاق، والتقوقع والانغلاق، فهي تدعو إلى تعاون الأفراد، والوحدة والاتحاد»، وبين أن «تيار التشتت لن يصد أتيه، ولن يقوم معوجه وعصيه، إلا الاتحاد والتلاحم، والترابط والتراحم، وتقديم مصلحة الوطن على هوى النفس، فمحبة الأوطان فطرة الديان»، ودعا المسلمين قائلا: «فلنحتف ولنلتف حول الوشيجة الدينية، والآصرة الوطنية التي لا تشاد ولا تسبكر، ولا ترسو ولا تستقر، إلا على أصول وحدتنا الإسلامية». وتطرق إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أمر خيانة الأوطان وقال: «من الفواقر التي كشفت عن خبو الوحدة الوطنية، لدى رهط من الناس ما أقدم عليه طغمة باعوا دينهم ووطنهم بلعاعة من نشب، وهتكوا حرمة الإباء الأصيل النسب. فجاسوا بالخيانة وطرائق التخابر المريعة، والتجسس الشنيعة، فجاؤوا أمرا إدا، بعد أن أظهروا ولاء وودا، ولكن بحمد قد فضح الله أسرارهم، وهتك أستارهم. ومن الخديعة للوحدة الوطنية، والنحت لأثلتنا الأبية، التغريد، بل النعيب في المواقع التواصلية، والشبكات العنكبوتية، إيقادا للفتن والإرجاف، وإذكاء للشرور والإسفاف، وإصلاتا لعضاب الفرقة بالجرأة والاعتساف، نقضا لمحكمات الألفة والاتحاد، وشدخا في صميم الولاء والوداد، ولكن لن تزيد ألسنة المكر واللهب، الصامدين إلا اعتصاما بالحق ورسوخا، وتوكلا على الله وشموخا». وأضاف «فليتق الله المغردون والمتوترون فيما يقولون ويكتبون». وفي المدينةالمنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي المسلمين بتقوى الله تعالى في السر والعلن. وقال، في خطبة الجمعة في المسجد النبوي، أمس: «محبة الله من لوازم الإيمان فلا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد إلى ربه»، وأضاف «المحبة إذا اشتدت وعظمت عند صاحبها وارتقت فإنها تصبح ولها، والوله هو شدة المحبة، والتأله لله تبارك وتعالى هو شدة محبة الله وشدة محبة ما جاء من عنده تبارك وتعالى، وحاجة المرء إلى التأله أعظم من حاجته إلى الغذاء الذي بفقده يفسد الجسم، وبفقد التأله تفسد النفس.