لم يكن في حسبان الجاني الذي أقدم على قتل مواطن قبل أيام ودفنه في مزرعته في محافظة القطيف، أن جريمته ستفتضح في وقت قياسي بعد أن أتقن جريمته بداية من تنفيذها وإنتهاء بعملية إخفائها، ورغم ذلك توصل إليه محققو الشرطة في القطيف وكشفوا القاتل الذي أجهز على خصمه في ظروف غامضة ومريبة. الفعل كان غامضا بالفعل، حيث اختفى المسرح والفاعل والأدوات واتسعت الدائرة كلها وبرغم ذلك نجح المحققون في الوصول إلى بعض الخيوط واستمعوا إلى أقوال الأشخاص والأطراف ممن لديهم ارتباطات عملية ومن بينهم مقيم آسيوي يعمل في مزرعة القتيل وتمت محاصرته بالأسئلة والقرائن وبعض الآثار فانهار معترفا بجريمته النكراء، وأقر بإزهاق نفس والغدر والخيانة لشخص قام بتوظيفه .. الجريمة حسبما أفادت التحقيقات والتحريات حدثت على خلفية نزاع بين القاتل والقتيل. روايات متعددة معلومات «عكاظ» أشارت إلى أن الجاني دفن ضحيته بعد تكبيل يديه، وكان قد أجهز عليه بضربة على الرأس بأداة أسمنتية أودت بحياته في الحال، فسارع الجاني بدفن خصمه مستغلا وجود كمية كبيرة من الرمل داخل المزرعة، غير أن عمليات التحقيق والبحث بعد بلاغ أسرة القتيل كشفت كل خيوط الجريمة، حيث وجد القتيل وقد خرجت إحدى يديه من الرمل. وخلال عمليات التحقيق سادت عدة روايات وشائعات منها أن المجني عليه قتل بواسطة مجموعة من العمال العرب، فيما قالت روايات أخرى أن المختفي غادر إلى الخارج لكن الأجهزة الأمنية توصلت إلى الحقيقة الساطعة وعثرت على جثته المدفونة. تفاصيل الضبط المتحدث الرسمي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي قال إنه وفي إطار الجهود المتواصلة والمبذولة من شرطة محافظة القطيف ممثلة في مركز شرطة صفوى في قضية مقتل مواطن خمسيني في ظروف غامضة بعد العثور على جثته مكبل اليدين والأرجل ومدفونا بمكان منزو بمزرعته ببلدة أم الساهك قبل أيام، توصل فريق العمل المخصص للتحقيق في القضية إلى ملابسات الواقعة وبعض تفاصيلها، حيث تمكن المحققون من تقليص دائرة الاشتباه وحصرها على أحد العاملين في مزرعة الراحل وتبين أنه وافد آسيوي يعمل بذات المزرعة في العقد الرابع من العمر تم التحفظ عليه. وبمواجهة المتهم ببعض الأدلة والقرائن التي تم التوصل إليها في القضية أقر بإقدامه على الاعتداء عليه بالضرب بطابوق أسمنتي على الرأس ومن ثم تكبيله والإجهاز عليه ودفنه بعدها لإخفاء معالم الجريمة. تكبيل الجثة وكان المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي ذكر قبل أيام بأنه ورد بلاغ لمركز شرطة صفوى بمحافظة القطيف عن تغيب مواطن في العقد الخامس من العمر بعد خروجه إلى مزرعته ببلدة أم الساهك. وباشر المختصون بمركز الشرطة الإجراءات اللازمة حيال البلاغ وتواصلت الجهود الأمنية في الأيام الماضية بمشاركة فرق خاصة من الدفاع المدني وذوي المتغيب للبحث عنه ومسح المزرعة والمواقع المحيطة بها، وعند الساعة الثالثة والنصف مساء تم العثور على المتغيب متوفى والكشف عن جثته مدفونة بمكان منزو بذات المزرعة مكبلة اليدين والأرجل. وتم التعامل مع الجثة والموقع من المختصين بالشرطة ونقل الجثمان إلى المستشفى لاستكمال الفحوص الطبية بواسطة الطبيب الشرعي. ويواصل قسما التحقيق والتحريات والبحث الجنائي التحقيقات والتحريات للكشف عن كافة ملابساتها. وتقول الأخصائية الاجتماعية منى أحمد بأن الجريمة التي ارتكبها العامل تؤكد أن خلافا نشب بين الاثنين وأن الجاني قام بتصفية الخلاف بطريقة وحشية، حيث تشير إلى أن القاتل لديه نوازع إجرامية، وزاد الخلاف من حدة الشر في نفسه، وتطالب الأخصائية منى بضرورة مراقبة سلوكيات العمالة الوافدة ومن تظهر عليه علامات العدوانية أو النزعة إلى العنف مع وقف التعامل معه.