لطالما ظل المدرب الوطني ناصر الجوهر بتاريخه العريق لاعبا ومدربا مضربا للمثل في التنافس النبيل والإنجازات الكبيرة للكرة السعودية وظل فارس الرهان الأول في أواخر التسعينيات الميلادية على مجال التدريب، قبل أن تجتاح موجة الانتكاسات الكرة السعودية منذ الألفية الجديدة التي كان في كل مرة فيها يتصدى لإخفاقات سلفه من المدربين فبات استدعاؤه لإنقاذ الأخضر في الأوقات الصعبة أمرا مألوفا ومثار جدل فيما بعد، وإذ تتباين جدوى توليه المهمة بين نجاح في مرة وإخفاق في أخرى حتى وصل الأمر إلى وصفه ب «مدرب الفزعات»، وبينما بات الحديث عن استدعائه لخلافة أي مدرب طرفة تتدوالها رسائل المحمول، يصر على أن ذلك لا يضيره لاعتبارات تطالعونها في سياق حوارنا معه الذي يروي فيه تفاصيل مختلفة ورؤى متنوعة حول واقع الرياضة السعودية بين الأمس واليوم، فإلى التفاصيل: بداية أين ناصر الجوهر الآن؟ - موجود في مجال الاتحاد السعودي وخلال عملي كمستشار في الاتحاد السعودي في جميع الأمور التي تخص الرياضة، حيث لدينا اجتماعات مستمرة للمدربين حسب طلبهم لنا في الاتحاد السعودي. تمر رياضتنا بانحدار في المستويات ووصل تصنيف المنتخب السعودي إلى موقع غير مسبوق هذا العام، لماذا من وجهة نظرك؟ - كرة القدم يوجد فيها أحيانا عدم التوفيق، لكن هذا لا يمنع أن نقول إن المنتخب تراجع مستواه كثيرا من خلال الأندية السعودية والاحتراف وأمور كثيرة أثرت على مسيرة الكرة لدينا. نعم احترفنا لكن ليس على الطريقة الصحيحة بالنسبة لكرة القدم فالاحتراف ليس المال فقط، بل بالأسلوب الصحيح لتكوين اللاعب لياقيا وبدنيا والانضباط وساعات التدريب في اليوم وغيرها من الأمور، فأنا أرى أن الاحتراف الحقيقي مازال ينقصنا كما أن لدينا مواهب مميزة والكرة السعودية تمر الآن بمرحلة غير جيدة، ولكن أعتقد أن المنتخب انتعش قليلا عن السابق، لدينا الفرصة أن نعيد هذا التصنيف إلى عهده السابق، وصلنا في تصنيفات سابقة إلى المراكز 21 و 22 و30 دوليا كلها كانت موجودة في المنتخب سابقا، أتوقع أن تشهد السنوات المقبلة الاحتراف الحقيقي خصوصا لدى الأندية لأن اللاعبين وجودهم بشكل أكبر في أنديتهم. كيف ترى خطوة انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ - خطوة رائعة وأشاد بها الاتحاد الدولي والآسيوي وجميع الرياضيين لوجود انتخابات جيدة ونزيهة وتنافس شريف شيء جيد أننا بدأنا خطوة كبيرة في كرة القدم لأن يكون لدينا مثل هذه الانتخابات، وهي تحسب للاتحاد السعودي، شاهدنا التنافس الكبير بين أحمد عيد والمعمر وكان تنافسا مميزا وطيبا وختاما ممتازا جدا وكانت خطوة جيدة. المدرب الوطني مازال غائبا عن الساحة الرياضية، لماذا برأيك؟ - أسمع أن المدرب الوطني تنقصه أشياء كثيرة من التعليم والدورات ونحوه، وهذا أمر غير صحيح مطلقا، لأن المدربين المتواجدين الآن في الاتحاد السعودي أقل مدرب لديه 5 أو 6 شهادات تدريبية من البرازيل وإنجلترا وغيرهما من الدول المتقدمة في عالم التدريب، والآن لدينا اثنان من المدربين يحاضران في الاتحاد الدولي. أعتقد أن لدينا كفاءات مميزة، لكن لا يمكن أن يكون لدينا مدربون وطنيون دون عمل ميداني، فالعمل الميداني مهم إلى جانب الشهادة، حتى لو كان المدرب الوطني ليس مدربا أولا بالفريق لكن الخبرة المكتسبة قد تصل به إلى عمل ميداني جيد ويصل إلى مستويات تعطيه الفرصة لتدريب الأندية والمنتخبات. وأظن أن الاتحاد السعودي أعطى فرصة كبيرة للمدربين السعوديين حيث تواجد أكثر من 14 مدربا وطنيا عملوا بالفئات السنية. نحن نعول على رؤساء أنديتنا في احتضان المدرب الوطني لأن له دورا كبيرا في تقدم الكرة في جميع دول العالم، وهنا مازال مهمشا للأسف من قبل الأندية. كيف يرى الكابتن ناصر مستوى الدوري السعودي، وهل تصدر الفتح دليل على ضعف الدوري؟ - لا أعتقد أن الدوري ضعيف، لكن استعداد الفتح وعطاؤه لوجود برنامج احترافي وهو ما يظهر في أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، لديهم التزام ولياقة بدنية عالية، ولديهم أداء داخل الملعب ويلعون 11 لاعبا ككتلة واحدة. أعتقد أن لديهم قدرة في مقاومة الفرق الأخرى جيدا خصوصا أن الآخرين لم يستعدوا جيدا للدوري، فهنالك نقص في الإعداد، وكرة القدم دائما ما تمر عليها الظروف وبالتأكيد مرت بها أنديتنا ،أتمنى أن تزول سريعا. كيف ترى مستوى اللاعب الأجبني؟ - لم نصل إلى الحد الذي يمكن معه أن نستفيد منه، وكأن لاعبينا السعوديين هم الأجانب مع الأسف، أرى أنهم مكملون للفريق فقط، ولم أر الاستفادة منهم بشكل فعلي في رفع مستوى الفريق أو أنهم يحققون فائدة أكثر من التي يحققها اللاعبون السعوديون، ونذكر أنه مر على أنديتنا لاعبون مميزون كثيرا واستفدنا منهم مثل ريفالينو، دانادوني كذلك، ولاعبون آخرون أتوا عبر الهلال والنصر وكان لهم تأثيرهم حتى على لاعبينا. هل تؤيد تقليص عدد المحترفين الأجانب في الفرق السعودية؟ - إذا كان ما نشاهده من مستوى للاعب الأجنبي الحالي فأنا أرى أن تقليص العدد هو الأفضل لأننا حاليا مرتبطون بمحترفين مهاجمين أجانب كثيرين على حساب اللاعبين السعوديين، فنخسر كثيرا هؤلاء المهاجمين. كثر الحديث والجدل على ريكارد هل كان الخيار المناسب للمنتخب في تلك الفترة؟ - ريكارد مدرب عالمي ومعروف وأعطى كل ما لديه لكنه لم يوفق، فهنالك مدربون كثر أخذوا كأس العالم ودربوا فرق سعودية ومنتخباتنا ولم يوفقوا، فالتوفيق أمر وارد. ناصر الجوهر مدرب الفزعات، هل تزعجك هذه العبارة؟ - لا يزعجني هذا الأمر لأن الجوهر يأتي بعد مدرب كبير فهذا أمر جيد، وإذا كنت أنا مدرب الفزعة فلدينا 14 مدرب فزعة، لأنه ألغي عقد حوالي 30 مدربا هذا الموسم، فالمدربون الذي بعدهم هم مدربو فزعه إذا اعتبرتها كذلك. في كثير من مباريات المنتخب التي يخفق فيها تظهر رسائل جوال طريفة حول استدعائك، كيف تتعاطى مع الأمر؟ - أتعاطها بعفوية وبجانبها الإيجابي فهذا يسعدني أن تكون ثقة الناس بناصر وبالمدرب الوطني إلى هذا الحد في الفزعات والإنقاذ، وهذا شيء جيد أتشرف به لأني سأتولى تدريب منتخب بلدي وأنا في خدمة الكرة السعودية، وأقول لهؤلاء لدي 6 بطولات ولله الحمد وترد على «النكت» والتعليقات. هل ترى الوسط الرياضي محتقنا؟ - قد يكون كذلك بعض الشيء لكن الاحتقان لا يفيد أحدا، وأرى أنه يعطل أمورا يمكن حلها بسهولة دون التطرق في بعض الأحيان لأشياء كثيرة تخص المدرب والإداري ولا تكون لها الحلول المناسبة، الاحتقان عندنا له حلول كثيرة وفي الاتحاد السعودي أولا، بالثقة والعمل الإيجابي الذي ينبذ التعصب، والثقة بمحللين وإعلاميين متعقليم نستفيد منهم ومن طرحهم، فالاحتقان الذي تتحدث عنه دائما مايكون في التلفزيون بين أيدي المحللين والمعلقين والناس الذين يتكلمون عن هذه الأمور ومن خلالهم المسؤول يأخذ كثيرا من الحلول يستفيد منها من خلال العمل الذي يعمل به. إنجازات ناصر الجوهر تأهل لكأس العالم 2002م في كوريا واليابان. المشاركة في تأهل لكأس العالم 2006م والإشراف على ثلاث مباريات. الوصيف في كأس آسيا في لبنان. كأس الخليج 15. الوصيف في كأس الخليج 19 في سلطنة عمان. بطولة الدورة الإسلامية الأولى في المملكة. كأس البطولة الخليجية الأولمبية الأولى. أحسن مدرب في آسيا 2001م. أحسن مدرب في آسيا لشهر أكتوبر 2000م. الجائزة الأولمبية العالمية 2005م. شهادة من الاتحاد الدولي في العمل التكتيكي. شهادة من الاتحاد الآسيوي.