عبدالله.. طفل سعودي في الشهر السابع من عمره، تتناوب على رعايته منذ أسبوع خمس نساء سعوديات، يتنقل كل يوم من منزل إلى آخر، في أحياء مدينة لورنس بولاية كانساس وسط أمريكا.. قصة بدايتها حادث مروري مروع، لكنها جسدت معنى حقيقيا للتكاتف والتعاون بين السعوديين في الخارج. في الأسبوع الماضي، غادر فهد الفايز المبتعث من شركة أرامكو مدينة لورنس إلى أطراف الولاية لقضاء الإجازة الأسبوعية مع زوجته وطفله الوحيد (عبدالله)، وأثناء عودته هبت عاصفة ثلجية أدت إلى انزلاق سيارته وانحرافها عن المسار لترتطم بشدة في حاجز خرساني، تعرض هو وزوجته لإصابات بليغة إلى متوسطة، ونجا الطفل من الحادثة بأعجوبة، ومن هناك نقلوا جميعهم إلى مستشفى لورنس. وفي المستشفى، تقرر طبيا إصابة أم عبدالله بكسور في فقرات الظهر والحوض، كون الارتطام لفظها من السيارة إلى قارعة الطريق، وأوصى الأطباء ببقائها في المستشفى مدة شهر تحت العلاج المكثف، بينما تعرض زوجها لكسور في اليد. وعندما علم المبتعثون بالحادثة، بادرت المبتعثات والمرافقات إلى رعاية الطفل عبدالله، واتفقن على أن يتناوبن على رعايته. وعبر والده فهد الفايز عن شكره وامتنانه لهذه المبادرة. وقال ل «عكاظ»: لا أستغرب ذلك على أفراد مجتمع يقدم أمام المجتمعات الأخرى أنموذجا من المثالية، وصورا حية تعكس الألفة والمودة والتلاحم بين أفراده، مشيرا إلى سرعة اندماج ابنه مع صديقات زوجته وأطفالهن.