تعتبر قرية الحرشف من أقدم قرى محافظة حبونا التابعة لمنطقة نجران، فهي تبعد عنها 30 كيلو متر إلى الجنوب، وتعد باب الدخول والخروج من وإلى المحافظة بعد فتح طريق ضبين، الذي يتصل بطريق نجرانخميس مشيط. إلا أن ساكني هذه القرية أصبحوا ينظرون إلى قريتهم بعين الحسرة، مع استمرار الوضع المتردي للخدمات الأساسية منذ سنوات طويلة، حيث يقول صادق سعيد، أحد سكان القرية، إن الحرشف تعتبر مصبا لعدد من الأودية كوادي سروم ووادي هدادة ووادي كتان والقرية مربوطة بالحدود اليمنية مباشرة، ما جعلها تستقطب أعدادا هائلة من المجهولين ومخالفي الإقامة، خصوصا أن الطريق المؤدي إليها يفتقد إلى نقاط التفتيش. وشاركه الرأي مسفر مانع الذي طالب باستحداث مركز للشرطة في القرية، أو على أقل تقدير وضع نقطة تفتيش عند مدخل القرية لمتابعة هؤلاء المجهولين وملاحقتهم، مشيرا إلى أن الأهالي أصبحوا هم من يقومون بمطاردة هؤلاء المجهولين. أما علي المكاييل فتحدث عن معاناة الأهالي في مواسم الأمطار، حيث قال: إن القرية تفتقد إلى العبارات الخرسانية الكبيرة القادرة على تصريف مياه الأمطار والسيول، مشيرا إلى أن الأهالي يعانون الأمرين أثناء هطول الأمطار وجريان السيول التي تعزلهم تماما عن العالم الخارجي، بعد أن يمتلئ وادي حلال. وقال: إنه أكثر من ذلك تعاني شوارع القرية التي أكل الدهر عليها وشرب، من سوء تنفيذ المقاول، حيث تشققت وانتشرت عليها الحفر، بسبب رداءة الردم والسفلتة من المقاول. من جانبه أشار صالح حمد آل سويد إلى أن العبارات التي تم تركيبها في أودية الحرشف أنبوبية وصغيرة الحجم ولا تفي بالغرض، حيث تنسد جراء ما تحمله السيول من المخلفات، الأمر الذي يلحق الضرر بالمزارع التي تغمر بالسيول فتعدمها. وحول مشروع المياه ذكر كل من علي مفرح وصالح بن علي أن قرية الحرشف لم تصلها مياه الربع الخالي التي وصلت إلى كل القرى والهجر، مطالبا الجهات المعنية بأن تنظر إلى معاناة أهالي الحرشف مع نقص الخدمات والعمل على توفيرها لهم بأسرع ما يمكن. معاناة الطلاب قال محمد آل ربوع: إن طلاب وطالبات الحرشف يتوزعون صباح كل يوم، فمنهم من يذهب إلى مجمع مدارس الجفة والبعض الآخر إلى مجمع مدارس المجمع، أما البنات فإنهن يضطررن لدفع إيجار شهري لأحد أعيان القرية لكي يقوم بإيصالهن إلى أقرب متوسطة وثانوية للبنات.