كشفت دراسة أعدتها الباحثة الاجتماعية سميرة الزهراني أن 40 % من الفتيات الموظفات في الأسواق والمولات والأماكن العامة تخلصن من العنوسة وتم تزويجهن بواسطة خطابات ممن يبحث عن شريكة العمر، وذكرت الدراسة أن الخطبة تمت أثناء عمل الفتيات في مواقعهن. في السياق نفسه أكدت الباحثة الاجتماعية دانية عبدالمنعم هوساوي أن ظاهرة العنوسة، قبل خمسة أعوام، شكلت رقما قياسيا في المملكة حيث تجاوزت 60 % وكانت بلادنا تتصدر الدول في تضخم انتشار الظاهرة وتناولتها الصحف والمجلات وسعت في محاربتها لكن دون جدوى، حيث كانت الحالات في تزايد مستمر، إذ تكدست الفتيات في البيوت، الأمر الذي كان يجهله معظم شبابنا فهرب عدد مقدر منهم إلى الخارج بحثا عن شريكة حياة. لا داعي للسفر تقول الباحثة دانية «أما الآن .. لا داعي لسفر الشباب وقد بات القضاء على العنوسة في متناول يد الجميع، فإقبال الفتيات خصوصاً اللواتي بلغن سن العشرين واللواتي لم يسبق لهن الزواج للعمل في المحلات التجارية عامة لم يعد شبح العنوسة هم يراود الفتيات كما كان في الخمس سنوات الماضية، كما أن الشباب لم يعد بحاجة للسفر لبعض الدول المجاورة للبحث عن شريكة العمر فقد بات الحصول عليها أكثر سهولة خصوصاً بعد أن ظهرت الفتيات في غالب المرافق العامة بعد تأنيث المحلات التجارية وإقبالهن على الدخول في سوق العمل بقوة تفوق إقبال الشباب». أمهات خاطبات وتضيف دانية أن فتياتنا يتمتعن بجدية في العمل، إضافة إلى التحلي بالخلق الكريم وتمسكهن بحجابهن وحشمتهن وهذا ما آثار انتباه الشباب وأسرهم، ودعت الأخصائية إلى تشجيع الشباب للبحث عن شريكة العمر بمشاركة أولياء أمورهم بطريقة شرعية غير منافيه للأخلاق والدين. إلى ذلك أكدت مجموعة من الفتيات أنهن منذ أن بدأن عملهن في المولات تقدم إليهن مجموعة كبيرة من الشباب لخطبتهن إضافة إلى الأمهات اللواتي يبحثن عن زوجه مناسبة لأبناهن. مها سالم (كاشيرة) في أحد المحلات المتخصصة في بيع العلامات التجارية لمستحضرات التجميل قالت إنه في خلال شهر واحد تقدم إليها مجموعة كبيرة من الشباب والأمهات اللائي يبحثن عن زوجة، وأضافت أنها وجدت الشخص الذي يحمل الصفات المناسبة التي تتمناها، إذ تقدمت إليها إحدى السيدات وطلبت يدها لابنها الذي يعمل في القطاع الحكومي وتم التعارف بين الأهل وعندما بحث أهلها عن سيرة الشاب وجدوا أنه مناسب وتمت الخطبة وتم تحديد عقد القران وأوضحت أنها متفاءلة لهذا الزواج. عروسة من المول ثامر شاب موظف بأحد القطاعات الخاصة قال ل «عكاظ» إنه لم يتوقع أن يجد ضالته في فتاة مناسبة، وأضاف أنه فكر كثيرا وبحث قبل عدة أشهر من خلال مصادفته بعض الفتيات العاملات في المحلات ووجد أن هناك من تتمتع بعلم وثقافة ولباقة في فن التعامل مع الآخرين، لذا قرر أن يصطحب والدته للتعرف أكثر على الفتاة التى وجد بها ما يتمناه في زوجة المستقبل، وكشف أن أصدقاءه باركوا خطوته.