شاركت مدن المملكة، البارحة، أكثر من سبعة آلاف مدينة حول العالم في أكثر من 152 دولة، في فعالية ساعة الأرض العالمية، وذلك بإطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة 60 دقيقة في الميادين والمنشآت الضخمة والمعالم المعمارية، وذلك لرفع الوعي بخطر التغيير المناخي. وقد شاركت المدن السعودية الرئيسة في الرياض، جدة، مكةالمكرمةوالدمام، في احتفالات (ساعة الأرض)، حيث عاشت العديد من المباني التجارية والمباني والميادين في هذه المدن ظلاما دامسا لمدة ساعة، بهدف تقليص حجم انبعاث الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، وتسجيل شعوب العالم وقفة ثابتة نحو سبل عيش أفضل على كوكب الأرض. في جدة، أطفأت الأمانة الأضواء الرئيسية عن المقر الرئيسي وميداني القناديل والكرة الأرضية بطريق الملك عبدالعزيز. وأوضحت الأمانة أن مشاركتها تهدف لتشجيع سكان عروس البحر الأحمر على المشاركة في هذا الحدث العالمي عبر إطفاء الأنوار في المنزل. وفي العاصمة المقدسة، أكد المهندس عبد الوهاب مؤمنة مدير إدارة صيانة المرافق، أن مشاركة الأمانة تمثلت بإطفاء الإنارة الخارجية للمبنى الرئيسي بالمعابدة ومباني البلديات الفرعية وعددها عشرة مبان منتشرة في جميع أحياء مكةالمكرمة، وكذلك اللوحات الإرشادية ووحدات الإنارة الداخلية لمدة ساعة. وفي الشرقية، تم إطفاء إنارة مبانٍ عدة وطرقات مع الأخذ بوسائل الأمن والسلامة فيها، وذلك عند الساعة الثامنة والنصف ولمدة ساعة كاملة. وشاركت أمانة المنطقة بإطفاء الأضواء لمدة 60 دقيقة عن مبنى الأمانة ومبنى وكالة التعمير والمشاريع وعدد من الشوارع الفرعية مع مراعاة السلامة العامة للسائقين. وأوضح أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي، أن مبادرة ساعة الأرض هو حدث بيئي عالمي، وذلك لرفع الوعي بخطر التغير المناخي. وأكد أن الأمانة تولي جانب البيئة اهتماما بالغا، حيث حازت حاضرة المنطقة الشرقية على جائزة أول حاضرة للبيئة لعام 2013م على مستوى العواصم والمدن الإسلامية التي بلغ عددها 158 عاصمة ومدينة تمثل آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وذلك من قبل منظمة العواصم والمدن الإسلامية ومركز التعاون الأوروبي العربي ومقره في مدينة ميونخ بألمانيا، وقال «حققت أمانة المنطقة الشرقية العديد من الإنجازات في مجال حماية البيئة على مدى السنوات القليلة الماضية وذلك في مجال المحافظة على البيئة بصفة عامة وكذلك سلامة الغذاء من خلال دعم وسائل الرقابة الصحية بالإمكانات». مشاركة الكهرباء عبدالسلام عبدالعزيز اليمني نائب رئيس شركة الكهرباء للشؤون العامة، قال «إن المشاركة في يوم الأرض هي رسالة تضامنية تهدف إلى الإحساس بخطورة الاحتباس الحراري والانبعاث التي تهدد كوكب الأرض، وكي يستشعر الناس مدى تأثر كوكب الأرض جراء الاحتباس الحراري». وأوضح أن شركة الكهرباء السعودية شاركت في فعالية (ساعة الأرض) من خلال تخفيض وإطفاء الكهرباء بمقارها بما لا يؤثر على الأداء. وأضاف أن دور شركة الكهرباء في هذه المبادرة يتمثل في تقديم المساعدة والمعاونة لأية جهة تطلب منها ذلك. وأشار إلى أن ما يحدث الآن في المدن العربية من مشاركات في ساعة الأرض يعد مشاركات خجولة ومبعثرة لعدم وجود تنظيم يسبق الحدث أو يليه بهدف تقديم المزيد من التوعية والتنظيم للمشاركة في هذا الحدث، وهذا يعتبر من مهام وأدوار مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة. تفاعل المجتمع من جانبه، أشار حسين القحطاني، المتحدث الرسمي ل«الأرصاد وحماية البيئة»، إلى أن المشاركة في هذه الفعالية تأتي استشعارا لأهمية تخفيف استهلاك الطاقة من قبل أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن هناك تفاعلا ملحوظا في المجتمع السعودي مع هذا النشاط، خاصة أن الكثير من الشركات بدأت تنظيم فعاليات متزامنة مع الحدث، مما يعطي مؤشرات إيجابية بأن الرسالة البيئية وصلت إلى الجمهور. وأضاف أن الرئاسة تعمل على تطبيق المعايير الدولية لحماية البيئة، وتتفاعل مع قرارات المنظمات الدولية بالأعمال التي تساهم في المحافظة على البيئة وتقليل الانبعاث الذي يؤثر في طبقة الأوزون. من جانبها، أشارت الدكتورة ماجدة أبو رأس، نائب المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية، أن الاحتفال بساعة يوم الأرض جاء متزامنا مع قرب عقد المنتدى والمعرض الدولي الخليجي للبيئة والتنمية المستديمة الرابع في مدينة الرياض. وقالت إن مشاركة المدن السعودية المختلفة يأتي للتأكيد على الدعوة لتقليل استهلاك الكهرباء وخفض الانبعاث الحراري الذي تسببه مصادر الطاقة المختلفة والذي يشكل مخاطر عدة على البيئة في كوكب الأرض. يذكر أن (يوم الأرض)، الذي أسسه السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون، هو يوم بيئي تثقيفي تم تنظيمه لأول مرة في 22 أبريل 1970، وكان تركيز (يوم الأرض) الأول على الولاياتالمتحدة، لكن دينيس هايس، أسس منظمة «The Bullit Foundation» التي جعلت هذا اليوم دوليا، وتم تنظيمه لأول مرة على مستوى العالم عام 1990 في 141 دولة، وتضاعف عدد الدول حتى أصبحت اليوم 152 دولة.