كانت في السنين الخوالي عادات تعيش في الوعي الجمعي لأهالي منطقة القصيم، وهي ترجمة لحراك التواصل الاجتماعي، وتأتي مائدة (عشاء الوالدين) على رأس هذه العادات التي أصبحت برسم الهشيم ومضت في مهب رياح التغيير التي طرأت على المجتمع. يقول عبدالرحمن الموسى (77 عاما) بأن الزمن أكل عادة عشاء الوالدين، موضحا أن عادة عشاء الوالدين كانت تقليد جميل يقيمه القادرون برا بوالديهم، وقال: «تختلف طريقة التواصل مع عشاء الوالدين فمنهم من يعد وليمة العشاء ويدعو الناس لتناولها في منزله ومنهم من يعد المائدة ويقوم بتوزيعها على القريبين في الحي وممن تربطهم به صلة القرابة حتى من خارج الحي وهي نوع من المبرة للوالدين»، وأضاف الموسى: «لعشاء الوالدين قيمة وأهمية جميلة تحقق الألفة بين الناس في مجتمع محتاج إلى مثل هذه المبرات الرائدة»، وزاد: «للماضي نكهة ومتعة لا تساويها متعة». وأضاف الموسى أن الأكلات الشعبية كانت عنوانا لعشاء الوالدين وأن بعض البيوت لا تزال تعدها مثل المطازيز والقرصان وهي تعد من طحين البر، وهناك الجريش وهو يعد من الحبوب الصغيرة وتشبه أكلة السليق، كما يضاف قديما أيضا أكلة شعبية اسمها العصيدة وتعد من طحين البر والسمن ولهذه الأكلات لذة لا تعادلها لذة ولا تزال بعض المنازل تجيد هذه الطبخات. وتابع أن عادة عشاء الوالدين بدأت تتلاشى لأن الحاجة أصبحت معدومة وليست كما هي في الزمن الماضي إضافة إلى أن التواصل الاجتماعي أصبح ضعيفا بين الناس في هذا الزمن. وبين الموسى أن وليمة عشاء الوالدين كانت من أبرز أهدافها التواصل بين الناس والعمل على المشاركة الوجدانية والتقارب بين الجيران ولكن لا يعني أن الخير انعدم بين الناس في هذا الزمان، فهو بحمد الله موجود ولكنه غير واضح كما كان في الماضي.